الى الصديق

إلى صديق

عذْبٌ كالزّهر... داعب وجنتيْه القَطْر

ندى الرّوح.. حضوره عَطِرْ.. فاق ضياءه القمر

حُلُمٌ تحقّق.. انتظرتُه دهر.. ملأني بهجة.. فؤادي بطيفِه أُسِر

هديّة الرّحمن.. اجتثّ الحزن من بين الضّلوع وأسْكن السّلام الصّدر

تآءَمَ الرّوح.. أعلنت الآلام استقالتها بحضور مُحيّاه وغادر القهر

أيا صديقًا هلّا التمسْت لجلنار العُذر؟

هلّا استشعرْتَ إحْساساً خالج روحها العليلة من نبْض حروفها القليلة

من كلماتها الواهية.. فليس باليدِ حيلة...

فلا أملك إلّا قلمًا عتيق.. ومفردات عاديّة من دون بريق

وأيّاماً رماديّة.. صبِغها الألم حتى تاهت خُطُواتي عن الطّريق

أعدتني للحياة..

أتُصدّق؟؟؟

لا زلتُ أتقن فن التّبسُّم!!!

لا زال قلبي ينبض وروحي تنطق وإحساسي يعانق السُّحُب

لا زلت أستطيع الرّكض تحت المطر.. وينعش أنفاسي عبير التراب المبلّل

صديقي

أتُصدّق إنّني رأيتُ فيك الفجر؟؟؟

لا دموع بعد اليوم.. لا استسلام.. لن تضعفني الأوجاع

لن يقْهَرني المرض.. لن يُعيقني جسدي الهزيل

معك أنا أشدّ صلابةً من الصّخر

هاتِ يدك.. لتتوحّد آمالّنا كما توحّدت آلامنا

لنبني للسّعادة قصر.. نُقيم فيه حتّى يَضُم رُفاتي القبر

عندها

اذكرني إن طابت لك الذّكرى.. تغلغل في صدري وفي يقيني

لا تَقُل إنّ جلنار ماتت.. فأنت تسكن في قلبي وفي شعري وفي شراييني