هدوء الموت

غريبٌ مدَّدَ أحلامَ حبيبتِه العاريةِ من الضَّجَرِ
وأحرَقَهَا
سيَّلَ رَغبتَهَا المعجونةَ من نزقِ الأفلاكِ
تقرَّبَ من خَفقَةِ كوكَبِها المسحورِ
وأسرى بأنوثَتِها الشاهقَةِ
وأسرارَ غريزتِها
كثَّفَ منسوبَ نواياهُ الموحشةِ
وأدَّى ضحكَتَهُ المنزلةَ من الغيبِ
تحلَّى بدوارٍ يَجعلُ في عينيهِ جنونَ الأفلاكِ
وأصواتَ المدُنِ المفرغَةِ منَ الروحِ
تكوَّنَ في صَحراءِ الزَّمنِ فنشَّرَ صرخَتَهُ
وتأبَّطَ أحزاناً
وطُيوراً
عادَ من الحُلمِ وَحيداً
يقرأُ غربَتَهُ
ويَبوحُ بأوهامِ المدُنِ الميِّتَةِ
يداعِبُ جثَّتَهَا
ويُناشِدُ أصواتاً نفثتها الريحُ
وفجّرهَا الأعداءَ على نارٍ هادئةٍ
فعَّلَ حريَّتَهُ الحاشدةُ بأصداءٍ ؛
تتردَّدُ في الأفُقِ
وتَركضُ في غُرَفٍ باردَةٍ
تدخلُ في كابوسِ الجَّسَدِ وتَمضِي
تاركةً أرقاماً
وحُروفاً
وشعائِرَ
تستَدعي مطَرَ الآخِرَةِ
وصبرَ النَّاسِ
لتعجنَه بهدوءِ الموتْ .