ضغوط على المنتخبات العربية قبل انطلاق كأس الأمم الإفريقية

ستسعى ثلاثة منتخبات عربية إلى الحفاظ على تفوق دول شمال إفريقيا في السنوات الأخيرة عندما تنطلق نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في انجولا غدا الأحد. وتبدو فرص المنتخبات العربية الثلاثة مصر الفائزة باللقب في 2006 و2008 وصاحبة الرقم القياسي بفوزها بستة ألقاب والجزائر ممثلة العرب الوحيدة في نهائيات كأس العالم 2010 وتونس متساوية في تجاوز الدور الأول وبعد ذلك التطلع للذهاب إلى أبعد مدى ممكن.

وقال بادو الزاكي مدرب منتخب المغرب السابق والفائز بجائزة أفضل لاعب إفريقي عام 1986 لرويترز "في كأس إفريقيا لا تظهر النوايا الحقيقية إلا بعد تجاوز الدور الأول". وأضاف "بعد ذلك يتم الانتقال إلى الضربات القاضية من خلال الإقصاء المباشر والنظر لمستوى المنتخبات المشاركة وكيف استعدت وهي معطيات على المنتخبات العربية استحضارها وهي تتأهب لخوض غمار هذه المنافسات".

وأكد الزاكي أن منتخب الجزائر لديه الإمكانيات التي تؤهله لتجاوز دور المجموعات بجانب انجولا البلد المضيف أو مالي منافسيه في المجموعة الأولى. وقال المدرب الذي قاد المغرب لنهائي كأس الأمم الإفريقية عام 2004 بتونس "ليس صحيحا دائما أن صاحب الأرض يكون عنده الامتياز بل عليه أن يتوفر على فريق تنافسي ولا ينبغي نسيان أن مالي فريق جيد لذا فإن المنتخبات الثلاثة ستتبارى حول بطاقتي الصعود وهناك احتمال كبير لان تفشل انجولا في المرور."

وأضاف "التأهل لكأس العالم من شأنه أن يساعد المنتخب الجزائري الذي يتوفر على مجموعة بشرية جيدة ومدرب محنك وقد أكد انه فريق كبير في التصفيات وليس في مباراة واحدة فقط. لذا فإن المشكلة في هذه المجموعة ستكون عند انجولا ومالي وليس الجزائر".

وقال الزاكي إن منتخب مصر يستطيع تعويض الإخفاق في التأهل لنهائيات كأس العالم في كأس إفريقيا بإحراز كأس إفريقيا لثالث مرة على التوالي وهو انجاز غير مسبوق.

وتابع مدرب الوداد البيضاوي المغربي "في المجموعة الثالثة ليس هناك مشاكل باعتبار أن المركزين الأول والثاني محجوزين لمصر ونيجيريا ولا أعتقد أن احتلال المركز الأول سيكون محط صراع كبير باعتبار أن خصم دور الثمانية قد يجعل احتلال المركز الثاني أفضل".

وسيشكل فوز الجزائر في مباراتها الأولى ضد مالاوي نقطة انطلاق جيدة للفريق العربي قبل مواجهتين محفوفتين بالمخاطر أمام مالي وانجولا. وتبدو الضغوط قوية على المنتخب الجزائري من أجل تأكيد أحقيته في التأهل لكأس العالم بجنوب إفريقيا واثبات أن صعوده على حساب مصر المرشحة الأقوى لم يكن ضربة حظ. وسيكون هذا الظهور الأول للجزائر في النهائيات الإفريقية منذ 2004.

ولا يزال منتخب مصر يترنح بعد إخفاقه في التأهل لنهائيات كأس العالم وجاءت كأس الأمم الإفريقية في موعد مناسب للتعويض والسعي نحو انجاز جديد وهو أن يصبح الفراعنة أول فريق يحرز اللقب ثلاث مرات على التوالي. ومن المستبعد أن يواجه منتخب مصر مشاكل في تخطي دور المجموعات في ظل افتقار فرق مثل بنين وموزمبيق منافسيه في المجموعة الثالثة بجانب نيجيريا لخبرة البطولات الكبيرة لكن مسيرته قد تتأثر بغياب صانع اللعب محمد أبو تريكة الذي لعب دورا أساسيا في فوز الفراعنة باللقب في أخر بطولتين.

وأهدرت تونس فرصة الصعود لكأس العالم 2010 بخسارتها بشكل مفاجئ أمام موزمبيق المتواضعة في الجولة الأخيرة للتصفيات لتهدي بطاقة التأهل إلى نيجيريا.

وأثار ذلك غضبا عارما في تونس بطلة إفريقيا 2004 أسفر عن إقالة المدرب البرتغالي همبرتو كويليو وتعيين فوزي البنزرتي مدربا للفريق بجانب عمله كمدرب للترجي حامل لقب الدوري التونسي الممتاز.

وربما تقف التوقعات بجانب تأهل تونس برفقة الكاميرون المرشحة للفوز بصدارة المجموعة الرابعة لكن زامبيا والجابون قدمتا أداء مشجعا في تصفيات كأس العالم وهما من المرشحين لتفجير المزيد من المفاجآت في انجولا.

وقال الزاكي "تونس مرشحة بجانب الكاميرون لانتزاع بطاقتي التأهل في المجموعة الرابعة مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي من الممكن أن يخلقها منتخب زامبيا القادر على صنع المفاجأة.. غير ذلك فان المنطق يفرض تأهل الكاميرون وتونس".