ذات الوشاح الاسود.....

حسناء كانت غامضة منذ ذالك الحين

تخرج في كل مساء موشحةً بوشاح اسود .. ارمُقها بنظرة أستغراب من خلال نافذتي

اجلس على كُرسي المُتأرجح ..تأخذني افكاري الى عوالم أخرى ما سر تلك الحسناء

انتظرها طويلاً عند النافذة حتى تعود .. وفي كل مرة تأتي بغير ما ذهبت به

حُزنها عميق وخطواتها واهنةً .. اشعل سيكارتي وانتظر ان تفتح النافذة

تجلس في بُقعةٍ شُبه مُظلمة حتى أنني لا أميز محتواها .. واترقب

دقائق معدودة ويُسدل الستار على تلك النافذة مُعلنةً رحيل القمر .. لأنتظر مساءاً جديد

دقت اجراس الكنيسة مُعلنة موعد القُداس في صبيحة اليوم التالي.. اسرعت الى النافذة ربما ستخرج

انتظرتها طويلاً .. بحثت عنها بين جموع البشر .. يبدو كالعادة الحياة معدومة خلف تلك النافذة

اعددت قدح الشاي الساخن وارتديت مِعطفي .. مَحبرتي وأوراقي مٌحاولاً أكمال حل تلك أُلاحجية

لكنني لم اخرج بنتيجة مُقنعة .. قررت ان اتبع خُطاها هذا المساء

قُبيل غروب الشمس انتظرت خلف النافذة .. شاهدتها تخرج كعادتها .. تبعتها.. لست بخطوات بعيداً عنها.. عجبي ! أنها لا تلتف ورائها.. ربما جثة ..ميتة..

بلا حياة

ولكنها تسير أمامي


تلك الحسناء خرجت خارج المدينة ..

دخلت غابة كثيفة..

لم اشعر بأنها خائفة ..

رغم رُعبي من هول ما أرى ..

ماهي الا للحظات حتى اصابتني الدهشة


خلف الاشجار كانت هنالك كنيسة قديمة..

وباحة يملؤها الحزن بجميع اركانها ..

مدفن اجساد..

وحسنائي تخترق القبور ..

هرولت. وكأنها تبحث عن شئ ..

عن قبرٍ ما!!!

جلست ارتعد خوفاً .. مما أشاهدهُ من صنيعها !

شاهدتها تجلس بين قبرين قديمين .. تبكي.. تأن ..

تحنوا على احدهما.. تُقبل ألاخر..

حتى شعرت بأنها سيُغمى عليها ..

ما هي الا دقائق معدودة حتى نهضت تلك الحسناء شامخة


لم يكن هنالك بصيص ضوءٍ ما عدا نور وجهها يخترق الوشاح الاسود لــ يُنير ما حولها ..

ككوكبٍ مُلئه نور

هنالك بُرجٌ فيه جرس الكنيسة شاهدته مُعلقاً ويبدو ان الكنيسة خاليةً من الحياة..

دق جرسها ..

شبحُ يدق الناقوس ..

مالذي يجرى ..

هرعت تلك الحسناء كالمجنونة

نحو ذالك البُرج ..

احاول اللحاق بها..

ماذا يجري..

ياللهي هاي هي..

شبحٌ بين الظلام يقف على حافة البرج..

ستنتحر ..

أجل ستُلقي بنفسها من اعلى البرج

ما عساني أفعل؟

بلا وعيٍ اعتلي السُلم درجةً واثنان محاولاً اللحاق بها ..

وصلت.. نظرت.. صدمة كُبرى

لقد القلت بنفسها من اعلى البرج

رحماك يالله


هرعت الى اسفل البرج ابحث عن الجسد

ماذا يجرى؟

اين تلك الجثة؟

هدووء قاتل .

المكان بات مُرعباً.

هل هو كابوس؟

لا .. بل نعم .. لا

شاهدتها تُلقي بنفسها

يأست

عُدت ادراجي

الدهشة والحزن يملئ أرجائي

الى غُرفتي

كُرسي المتأرجح

نافذتي

انظر الى تلك النافذة

ظُلمة رهيبة

قاتلة

اختفت تلك الحسناء

وبلا جسد

شكككككككككرررررررررررررررااااااااااا

جزاك الله كل الخير

مشكووووووووور