قادير يبتعد عن الميادين 6 أشهر، سيجري عملية جراحية بعد أسبوع، محبط نفسيًا لكنه متسلّح بالإيمان
عندما تنقلنا الى مارسيليا صبيحة الأمس لم نتمكّن برغم محاولاتنا المتكرّرة من الاتصال بالمدافع الدولي فؤاد قادير حتى نعرف المكان المتواجد فيه والعيادة التي يعالج فيها لنتمكن من زيارته..
ذلك أن اللاعب وعلى ما يبدو كان في حالة نفسية محبطة جدا بسبب هذه الإصابة إلى حد أنه قرّر غلق هاتفه النقّال مفضلا الانشغال بهذه الإصابة، وكنا نعرف مسبقا أنه سيعالج عند الدكتور
“فرانشيسكي” المعروف جدا في مارسيليا والذي يشتغل في ثلاث عيادات طبية كاملة، الشيء الذي يدفع بالكثير من الرياضيين وخاصة لاعبي كرة القدم للعلاج عنده بعدما أصبح يحظى بسمعة كبيرة تعدّت حدود فرنسا بالنظر إلى أنه ساعد عدة لاعبين في التعافي من إصاباتهم.
بحثنا عنه في ثلاث عيادات “جوج” “سان جوزيف” و”لاكونسيبسيون”في ظل صعوبة الاتصال بفؤاد قادير لم يكن أمامنا من حل إلا البحث عن قادير في العيادات الطبية الثلاث التي يعمل بها “البروفيسور” فرانشيسكي، وهي عيادة “جوج”، عيادة “سان جوزيف” وعيادة “لاكونسيبسيون”، فالمهمة لم تكن سهلة في عز الصيام والتنقل إلى ثلاث عيادات متباعدة عن بعضها البعض، والأكثر من ذلك أننا في نهاية المطاف تفاجأنا عندما بلغنا من بعض الأطباء أن “البروفيسور” فرانشيسكي متواجد في عطلة، وهو الجواب الذي لم نجد له أي تفسير خاصة أننا كنا نعرف أن قادير سيخضع إلى فحص عنده.
الدكتور “فرانشيسكي” أوقف عطلته وانتظرنا قادير إلى جانبهلكن الظاهر أن “فرانشيسكي” أوقف عطلته السنوية من أجل معاينة الحالة الصحية لقادير التي كانت مستعجلة، حيث وجدنا “فرانشيسكي” فيما بعد في عيادته “جوج” الخاصة بالرياضيين وهو ينتظر وصول قادير حسب الموعد المحدّد معه وحينها تنفسنا الصعداء فبقينا ننتظر نحن كذلك وصول لاعبنا الدولي لكي نطمأن على أحواله ونسأله عن هذه الإصابة ومدة ابتعاده عن الميادين.
سا 14,50: قادير بالعكازات يصل مع والده في “غولف” من الجيل الخامسفي حدود الثانية و50 دقيقة من مساء أمس بالتوقيت المحلي (الواحدة و50 د بالتوقيت الجزائري) وصل قادير إلى عيادة “جوج” رفقة والده عمي لحسن الذي كان يقود سيارة “غولف” الجيل الخامس سوداء اللون، فقد ظهر لنا عمي لحسن وهو شديد العناية بابنه المصاب لحظة نزوله من السيارة وكان يتألّم مثلما يتألم ابنه شعورًا منه بأن الإصابة معقدة وفلذة كبده يعاني في هذه الفترة ولا بد له أن يبقى إلى جانبه في أي مكان وفي أي لحظة.
قادير تعرّف علينا ولم يقدر على رفض محاورتنا رغم معنوياته المنحطة
قادير ووالده وجدانا في استقبالهما أمام مدخل العيادة فسلّمنا عليهما، وقد تمكّن قادير من التعرف علينا وأننا من يومية “الهدّاف” الرياضية تنقلنا من الجزائر إلى مارسيليا خصيصا من أجله. قادير أكد لنا أن حالته النفسية سيئة وأنه غير قادر حتى على الكلام، إلا أنه بالمقابل وعدنا بأنه سيلبي طلبنا بمحاورتنا بعدما يخضع إلى المراقبة الطبية، وقال بصريح العبارة: “لا يحق لي أن أرفض طلبكم وأنتم هنا من أجلي وتحملتم مشقة السفر ونحن في شهر رمضان”.
الفحوص بيّنت معاناته في الأربطة، سيجري عملية وسيغيب 5 أو 6 أشهر بعد ساعة وعشر دقائق بالضبط من الفحص المكثف الذي خضع إليه فؤاد قادير بالأشعة عند “البروفيسور” فرانشيسكي” خرج من العيادة على الرابعة مساء ليجدنا في انتظاره، وهو محبط نفسيًا بعدما تأكد من نوعية الإصابة التي يعاني منها وضرورة إجرائه لعملية جراحية، حيث كشف أن الأمر يتعلّق بإصابة على مستوى الأربطة المعاكسة ما سبب له انتفاخًا في ركبته، وهو ما يعني خضوعه إلى عملية جراحية بعد أسبوع أو 10 أيام من الآن على أقصى تقادير، وأنه سيبتعد عن الميادين لخمسة أو ستة أشهر كاملة إلى حد أنه قد لا يلعب إلى نهاية الموسم.
متسلّح بقوة الإيمان وقال “هذا مكتوب ربي”رغم هذه الإصابة التي ستبعده عن الميادين لخمسة أو ستة أشهر على الأقل وسيخضع في الأيام القليلة المقبلة إلى العملية الجراحية وهو ما أثر كثيرًا في معنويات قادير الذي كان يتمنى أن يكون حاضرًا في المواعيد القادمة لفريقه وخاصة مع “الخضر” في مواجهة تانزانيا، إلا أنه بالمقابل ظهر مسلّحا بالإيمان، إذ تحلى بالشجاعة وظل يقول أن هذه الإصابة “مكتوب ربي” وعلى الإنسان أن ينتظر كل شيء في حياته، متمنيا أن لا تبعده هذه الإصابة عن المنافسة لمدة طويلة.
Lire la suite:
http://www.elheddaf.com/المنتخب-الوط...#ixzz0xhhGX8hk