السلام عليكم
يكتب حفيظ دراجي كل أسبوع مقال في مجلة السوبر الاماراتية
http://www.admcsport.com/ar/football/news/article-3876حفيظ دراجي , 2 سبتمبر 2010
لا يختلف اثنان في الاعتراف بأن منتخب مصر لكرة القدم هو الأفضل قاريا وإقليميا خلال العشرية الماضية، وهو أحسن من منتخب الجزائر بكثير في الوقت الراهن، كما أن النادي الأهلي المصري هو أحد أحسن الأندية عربيا وقاريا، وبدوره أقوى بكثير من نادي شبيبة القبائل الجزائري، ولكن المنتخب الجزائري هو الذي تأهل إلى المونديال وشبيبة القبائل تفوقت على الأهلي في دوري أبطال إفريقيا لأن الجزائريين ببساطة في المنتخب أوالنادي على حد سواء، يلعبون بعقلية الوطن والبلد ومن أجل العلم، والمصريون من جهتهم يلعبون بغرورهم وتعاليهم وتعصبهم للأهلي أكثر من تعلقهم بالمنتخب. وهنا يكمن سر تفوق الجزائر على مصر في كل مرة وسر تعثر الأهلي في عقر داره أمام الشبيبة بعشرة لاعبين لا يوجد بينهم لاعب دولي واحد، ووسط أجواء مشحونة وحالة طوارئ لا مثيل لها..
العام الماضي تأهلت الجزائر إلى المونديال على حساب مصر بسبب المصريين وليس لأن المنتخب الجزائري كان الأفضل والأحسن، وعندما أقول بسبب المصرين فإنني لا اقتصر الحديث على غرور الفنيين واللاعبين والمحللين بل أقصد كل من حشر نفسه ليس بدافع حب الوطن ولكن من أجل التموقع وتحقيق المكاسب والسطو على مكتسبات اللاعبين، فكلفهم ذلك استفزاز واستنفار الجزائريين الذين اجتمعوا على قلب رجل واحد من أجل الجزائر وليس بدافع التعصب والتعالي واحتقار المنافس، فدفع المصريون ثمن تهور إعلامهم وغرور جماهيرهم واعتقادهم بأن لاعبي الأهلي سيؤهلونهم إلى المونديال، وإعلامهم الكاذب والمفتري والمغرور سيقودهم إلى العالمية بالكلام والدعاية..
من جهتها شبيبة القبائل صمدت أمام الأهلي باسم الجزائر وليس باسم الشبيبة، لأنها لعبت بكل الألم الذي لا يزال يشعر به كل جزائري جراء تداعيات تصفيات كأس العالم ولعبت بكل الإصرار على رفع تحدي آخر أمام فريق كبير لكنه مغرور راح من أجله الإعلام المصري يحاول حشد جماهير الاسماعيلي والزمالك ويسعى إلى إبراز التفاف كل المصريين مع الأهلي لأن الكل يفكر بعقلية نادي الأهلي ، وكل شيء يهون في مصر من أجل الثأر من الجزائر والفوز عليها والتأكيد على أنهم كانوا الأجدر بالتأهل إلى المونديال والأجدر بالريادة العربية والإفريقية.
وعندما يتعلق الأمر بالأهلي في مصر في مواجهة فريق جزائري يتدخل علاء مبارك ليحث على الفوز وتجند كل وسائل الإعلام لحشد الجماهير، ويتحدث اللاعبون بكل الحقد وتصبح كل الوسائل مباحة للتأثير على الجزائريين الذين أظهروا شجاعة وبسالة وإخلاصا لوطنهم أكثر من تفانيهم ودفاعهم عن ألوان ناديهم.
شبيبة القبائل لعبت باسم شبيبة الجزائر وتألقت في القاهرة لأنها تحلت بنفس روح أم درمان، بينما صارت مصر كلها النادي الأهلي الذي لا يعلو فوق صوته أي صوت في مصر، ولكم أن تقارنوا بين مواجهة الشبيبة للنادي الاسماعيلي ومواجهتها للنادي الأهلي حتى تتأكدوا أن الأهلي هو مصر ومصر هي الأهلي وليس منتخبها، وهنا يكمن الفرق بين تعامل الجزائريين مع الكرة وتعامل المصريين مع مواجهة الأندية الجزائرية والفرق بين شبيبة الجزائر ومصر الأهلي..
عيب المصريين أنهم يتكلمون كثيرا وعيب الجزائريين أنهم لا يجيدون تسويق بضاعتهم وقدراتهم ومهاراتهم، وعيبنا المشترك أننا لا نستخلص الدروس والعبر من تجاربنا وسيبقى حالنا وحال المواجهات المصرية الجزائرية هكذا إلى حين.