بسم الله الرحمن الرحيم وألصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم الدين محمد واله الطيبين الطاهرين وبعد: كم كانت جميلة مباراة فالنسيا، ويالها من روح ظهرت في دقائق شوطها الثاني بالذات نعم انها روح البلانكو ربما تختلف معي في وجهة نظرك عزيزي القارى فلم ترى المباراة مثلما رأيتها أنا وربما وجدتها مباراة عادية كاد الريال ان يفقد من نقاطاها الثلاث ولكن سأحاول توجيه ذاكرتك الى دقائق وحركات ولمسات للاعب أمتلك تلك الروح وعاش بها لحظات المباراة
لكل سفينة تمخر في عباب البحر لابد من وجود ربان يقودها ويجول بها أهوال البحر ويقطع أغوارة ويهدهدها كي تصل الى شاطى البحر بأمان ولكل قافلة تسير في صحراء قاسية لابد من وجود دليل يسير بتلك القافلة في دروب الفيافي القفار ويسلك بها أيسر الطرق وأسهلها كي يضمن سلامة رعيته ويهديهم الى مواطن الغايات، في مباراة الأمس هذا كسب الريال الكثير أكثر من نقاط المباراة الثلاث وأكثر من الفوز على فريق كبير...كسب الريال عودة روح البلانكو للاعب القائد تلك الروح التي تقمصت المرعب رونالدو،هذا اللاعب الذي أظهر الكثير من الألتزام والأنظباط والهدوء والتعاون ونبذ الأنانية والفردية، مباراة يوم أمس أعادة لنا الكثير من تلك الروح. فوجدناه يقود الفريق من دون أشاراة الكابتن وجدنا الأحساس بالمسؤولية والحرص الكبير على أسم الفريق وجدنا رغبة الفوز والأصرار على الأنتصار وجدنا الرغبة في أظهار الذات والتحامل على الأذى والألم، دخلنا مباراة الأمس في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد وهي :
اولاً الروح المعنوية المهزوزة من لقاء الفريق السابق والضغط النفسي الكبير الذي واجهة الفريق من الجمهور والمشجعين ووسائل الأعلام والأدراة وحتى من المدرب وان لم يصرح بذلك فتوجب عليهم أظهار صورة مغايرة لما ظهروا به في أخر مباراة...والتكلم بلغة واحدة وهي لغة الفوز وأعلان كلمة واحدة ((نحن الريال لم ولن نموت)) وثانياً أفتقاد الفريق لجملة من لاعبية المؤثرين وهم المهاجم هيغوين ولاعبي الدفاع راموس وكارفايو، ثالثاً مواجهة فريق شاب قوي ويلعب كرة سريعة يملك من اللاعبين الشباب المبدعين الذين أحرجوا العديد من فرق الطليعة. بكل هذة المعطيات دخل الريال مباراة فكان لابد من وجود القائد الحقيقي الذي يعتمد علية الفريق ويتكفل بأدارة دفة اللقاء في أوجه عديدة ومنها توجية اللاعبين ورفع روحهم المعنوية وأخذ المبادرة والسيطرة على زمام الأمور فكان رونالدو نعم القائد. مباراة ذكرنا فيها رونالدو بقادة الريال في الزمن الجميل ذكرنا بروح راؤول التي كانت تقود الفريق ذكرنا بقوة شخصية زيدان التي كانت حاضرة مع كل مباراة يلعبها وكيف كان يسيطر على الكتيبة المدريدية من دون أشاراة الكابتن...نعم يا رونالدو هذا ما يحتاجة الريال منك..نحتاج منك قوة الشخصية...نحتاج من الهدوء أمام المنافس...نحتاج منك المبادرة...نحتاج منك السرعة...نحتاج منك بدء الهجمة والتكفل بأنهائها...معك لاعبون شباب صغار باعمارهم ولكنهم كبار بمجهودهم..اليوم سنركز في مقالنا على هدفي المباراة من وصف وتحليل:
الهدف الأول: بعد ان وصلت المباراة الى اوقاتها الحرجة وزادت شدة المباراة وضغطها على لاعبي الريال مع أفتقاد الريال للتركيز خصوصاً بعد ضياع فرص سهلة من لاعبية، ظهر الغياب الفكري للاعبين بصورة واضحة وخصوصاً خط المقدمة فكان الشد الفكري واضح لدى أغلبهم..نعم يصلون على مشارف منطقة الجزاء ولكن عند بابها ينسوا طرق الجرس وتنساب الكرة من تحت أقدامهم الى نقاط الفراغ ومواضع أقدام لاعبي الدفاع..كان الريال في تلك اللحظة بحاجة الى الهداف القناص الذي كان سيستغل أهداف عديدة بمجرد التمركز الصحيح..حتى جاءت الدقيقة الثالثة والسبعين ..هجمة مرتدة والكرة في أقدام الفتى الألماني أوزيل والذي كانت لدية خيارات عديدة في ظل تواجد خمسة مدافعين وأربعة مهاجمين: أنطلاق دي ماريا على اليمين وبنزيما من خلال العمق وكرستيانو المتأخر قليلاً عن الباقين عن جهة اليسار..لكن في هذة المرة كان تفكير أوزيل صائب جداً في ظل المواجهة الفردية لكل لاعب ...تفكير البرهة أو اجزاء الثانية كان عقلاني ومنطقي...من يستطيع التغلب على خصمة؟؟ الرد سريع رونالدو..بخطوات سريعة جداً سهل رونالدو المهمة كثيراً على أوزيل فأنطلق كالبرق داخل منطقة الجزاء ليجد الكرة مرسلة له..فكانت منه لمستين الاولى التسكين البسيط بالرجل اليمنى والتحضير للكرة على القدم اليسرى..لتنطلق كرة صاروخية من مشارف منطقة الستة يارد كانت سريعة جداً ولتمر قريبة من وجة الحارس ويداه ولكنها أحتضنت الشباك معلنة تغير نتيجة اللقاء تقدم الريال بهدف.
الهدف الثاني: في ضل الحذر الدفاعي الذي أتبعة الريال مع تقدمة بنتيجة الهدف الواحد غير المطمئن ولعب فالنسيا بمهاجمين في أخر الدقائق وهم أدوريث وأبن الريال الفلنساوي حالياً سولدادو واشرك لاعب الوسط الخطير الأرجنتيني بانيغا نشط فلنسيا قليلاً وحاول أن يسجل هدف التعادل بعد دقائق من تسجيل الريال في محاولة من الفريق البرتقالي لكسب نقطة واحدة، فأندفع بعض مدافعية علهم يبلغوا المراد بعد طرد قائدهم ألبيدا، ولكن كان للأسانا ورونالدو الخطير دور أخر..مجهود كبير جداً من لاسانا في قطع الكرة وقتال كبير مع لاعب فالنسيا انتهت بأستحواذ الأسمر المدريدي على الكرة ويرسلها الى الدون رونالدو في منتصف الملعب وعلى جهتة اليمنى هذة المرة..فينطلق كرستيانو بكل سرعة ويطلب من لاسانا التقدم الى جهة اليمين بأشاراة من يدة أستمرت طويلاً..لكن لاسانا يستسلم بعد أن ناله من التعب الكثير فيترك رونالدو يقارع الصعاب وحدة..هنا أدرك رونالدو بألتفاتة صغيرة بان المهمة ملقاة علية وحدة..فقدم الكرة على قدمية السريعتين وبحركة التموية الخاصة به أستطاع أن يربك مدافع فالنسيا وياخذ خطوة الى الأمام ومن نفس نقطة التسديد الأولى ولكن من الجهة الأخرى سدد كرستيانو هذة المرة بقدمة اليمنى القوية..لتعلن شباك فالنسيا لزيارتها مرة ثانية وتقدم الريال بالهدف الثاني.
نتائج المباراة كانت مبهرة جداً فقد حصل الريال على نقاط المباراة الثلاث وصالح مشجعية بهدية جميلة وعلى حساب فريق صرح قبل اللقاء بأنه قادم للفوز، عودة الروح المعنوية العالية للفريق بعد الفوز على فريق كان ومايزال من طليعة الفرق الأسبانية، تسجيل هدفين مهمين لرونالدو تساعدة على تصدر قائمة الهدافين ومواصلة الأبداع والتألق، الضغط على الفريق المنافس على اللقب وعدم أعطاء الفرصة له في الأبتعاد عن الريال الملكي بأكثر من فارق النقطتين التي ستكون سهلة التعويض في أي تعثر للفريق الغريم. شكراً رونالدو من القلب فبعد المنازلة التي كنت فيها اللاعب الهداف والممول المساند للاعبية وزملائة البعيد عن الروح الفردية في أغلب دقائق المباراة من خلال تقديم الكرات السهلة للزملاء ولكن بدون فاعلية هجومية كان لابد للاعب الكبير من الظهور وأبراز أسمة كلاعب الفيفا الأول ماضياً وحاضراً ومستقبلاً أن شاء الله. عزيزي المدريدي مبروك الفوز والعودة الى سكة الأنتصارات التي ستكلل باللقب أن شاء الله..حتى مباراتنا القادمة لك كل الدعوات الصادقة بالخير والحمد لله رب العالمين