أرى غيمةً في الأُفُقْ !
تُحدِّثُ عن جَدْبِِ أرضٍ ...
وعن يبْسِ أشجارِ شِعْرٍ ..
ونارِ الشُّعورْ !..
* * *
أيا غيمَتي !
تلك أرضي ..
وذاك شعوري وشِعري !
فهلاَّ سقيتِ لنا أرضَنا ؟!
وهلاَّ بكيتِ لأحوالنا ؟!
فَتَحيا بدمعِك أرواحنُا..
وتَروي الدُّمُوعُ شحوبَ الظَّما !!
ونُعطى جوازَ العبورْ !!
* * *
إلى روضة الإنشراحْ !
نُعانقُ فيها خيوطَ الصباحْ ..
ونشربُ فيها بماء قَراحْ ..
ونشتمُّ فيها زهور البطاحْ ..
.. فهلاَّ رثيتِ لضيق الصدورْ ؟!
* * *
أيا غيمَتي ! ..
تلك أُمنيَّتي !!
.. وقد ذهبتْ نشوةُ الأُمنيَاتْ !!
.. بهذا الزمانْ !
.. بشعرٍ صفيقٍ!
وفكرٍ رقيقْ!
.. وجذلانَ !! من همِّهِ لا يُفيقْ !
فهيا امطري !
علَّ دمعَكِ غيثٌ لنا !
ليُطفئَ فيَّ لهيبَ الشُّعورْ !
* * *
...وثُمَّ التفتُّ .. فإذْ بالسماءْ ...
تُحدِّثُ عن غيمةٍ قد مضتْ ..
تلاشتْ .. فماتتْ !!
وقد خلَّفَتْ خَلْفَها في السماءْ ..
نحيباً يشُقُّ الفضاء..!
...تصدَّعَ منهُ فؤادُ الأُفُقْ !!.