“لم ننـس يبدة وعمري الشاذلي وكل الغائبيـن والفوز مهدى لهم وإلى الشعب الجزائري”
مجيد في البداية هنيئا بهذا الفوز الثمين الذي عدتم به
هنيئا لنا جميعا، إنه فوزنا وفوز الجزائر ككل، نحن هنا من أجل رفع راية الجزائر وأينما لعبنا.
هل من تعليق على هذا الانتصار أمام منتخب غامبي اعتاد على هزمكم في وقت سابق؟
أعتقد أنه فوز مستحق، لأننا كنا أفضل من المنافس على طول الخط، كما أننا وعكس اللقاءات الماضية لعبنا جيدا هذه المرة، وتحكمنا في الكرة أكثر من المنافس، وظهرنا بوجه مشرف للغاية، ففي المرحلة الأولى صنعنا عدة فرص للتهديف ضيعناها بسبب سوء أرضية الميدان، قبل أن يسجل علينا هدف كان ضد مجريات اللعب، ولحسن حظنا أننا حافظنا على تركيزنا وهدوئنا وتمكنا من العودة في النتيجة خلال المرحلة الثانية، وسجلنا هدفا مبكرا سهل لنا المهمة فيما بعد، وعلى العموم كان فوزنا مستحقا.
تحكمتم في أعصابكم رغم أن الحكم رفض لكم هدفا شرعيا كان من شأنه أن ينعكس على نتيجة اللقاء لصالح المنافس
سأكون معك صريحا في هذه النقطة، على العموم كان الحكم جيدا وقراراته كانت جلها صائبة في هذه المباراة، لكن الهدف الذي رفضه بدا لي شرعيا ولا غبار عليه، ما عدا ذلك لا أعتقد أن الحكم ارتكب أخطاء، والمهم في النهاية أننا فزنا ولا داعي للتركيز على عدم احتسابه الهدف.
المنتخب الوطني عرف نكسة في إقصائيات كأس إفريقيا 2012، لكنه هذه المرة بدأ بقوة، فهل ترى أن هذه النتيجة ستعيدكم إلى السكة الصحيحة؟
صراحة هذا الفوز مهم جدا، لقد بحثنا عنه وكان لنا ذلك، رغم الظروف القاسية التي واجهناها قبيل اللقاء، من قصر مدة التربص وعدم تمكن المدرب من جمع تعداده إلا أننا فزنا وهذا هو المهم جدا، ثم إن هذا الانتصار سيجعلنا نستعيد ثقة أنصارنا الذين افتقدناهم منذ فترة بعد فترة الفراغ التي مر بها المنتخب، كما أنه سيرفع معنوياتنا كثيرا قبيل انطلاق تصفيات كأس العالم المقبلة، التي سيكون لتشكيلتنا الشابة كلمة فيها، بعد الذي أبان عنه الجدد والشبان اليوم.
ما دمت قد تحدثت عن الجدد والشبان، فما رأيك فيما قدمه الجدد على غرار عودية، فغولي وكادامورو؟
اكتشفت في عودية صفة اللاعب المكافح، إنه لاعب سريع وكثير الحركة، يلعب بالكرة وبدونها، فضلا على أنه اندمج سريعا في مجموعتنا، أنا معجب به كثيرا، فغولي كذلك أدى لقاء كبيرا وسجل هدف الفوز وهو الآخر أثبت أنه مكسب للمنتخب، كادامورو حتى وإن لم يكمل اللقاء إلا أنه مكسب لمنتخبنا الوطني، حيث ساعدنا كثيرا في الاسترجاع، وفي اعتقادي هؤلاء الشبان وشبان آخرون هم من سيكونون مستقبل الكرة الجزائرية إن شاء الله.
إذن يمكن أن نقول إنها الانطلاقة الجديدة للمنتخب بهذا الجيل من اللاعبين الشبان
نعم ستكون الانطلاقة الجديدة لمنتخبنا، لكن علينا أن نواصل العمل، التفاؤل يحدونا بعد هذا الانتصار، والثقة عادت إلينا في انتظار عودة الأنصار لاحتضاننا، وسنواصل على المنوال نفسه في المباريات المقبلة، لأن ما ينتظرنا أصعب بداية من شهر جوان المقبل.
هل تأهلت الجزائر إلى الدور المقبل أم ليس بعد؟
لا لم نتأهل، لعبنا شوطا واحدا في “بانجول” ولا يزال هناك شوط آخر هناك في الجزائر خلال شهر جوان المقبل، علينا أن نضع الأقدام على الأرض، وأن نحضر لـ غامبيا لنرسم تأهلنا.
تفضلون أن يلعب هذا اللقاء ولقاءات تصفيات كأس العالم في تشاكر أم في ملعب 5 جويلية؟
كل ملعب وحلاوته، من الجيد اللعب في تشاكر ومن الجيد اللعب في 5 جويلية أيضا، المهم بالنسبة لنا أن نلعب أمام الجمهور الجزائري الذي علينا أن نسترجع ثقته سريعا، لأننا سنكون في أمسّ الحاجة إليه تحسبا للتصفيات “المونديالية“ المقبلة، وتحسبا للتصفيات القارية الحالية.
لاحظنا بعض الارتباكـ في محور الدفاع خلال المرحلة الأولى، لكن سرعان ما تحسنت الأمور في الشوط الثاني، فما سبب ذلك؟
أعتقد أنّ مردودنا كان جيدا، على كل حال حتى وإن كانت هناك بعض الأخطاء، فإن ذلك مرجعه إلى سوء أرضية الميدان التي شكّلت لنا صعوبات جمّة، أنا وعنتر نلعب مع بعضنا البعض في المحور منذ سنوات ولا يوجد هناك أي مشكل، نحن نتفاهم فيما بيننا بالإشارة، والأمور تسير على أكمل وجه عندما ألعب إلى جانبه.
هل يمكن اعتبار فوز غامبيا معيارا حقيقيا يثبت عودة الجزائر إلى الواجهة؟
أقول إن هذا الفوز بمثابة الانطلاقة الجديدة للمنتخب الوطني، لأن المباراة وكما ذكرت لك كانت فيها إيجابيات عدة، حيث سمحت لنا باكتشاف جيل جديد من الشبان سيكون لهم شأن عظيم، وسأكون أنا وزميلي عنتر يحيى وكل اللاعبين القدامى سندا لهم حتى يتأقلموا وحتى يندمجوا ويقدموا أفضل ما لديهم، وحتى يكونوا مستقبل هذا المنتخب بعدنا.
كيف بدا لك المنتخب الغامبي الذي واجهته اليوم؟ وهل هو بالقوة نفسها التي كان عليها المنتخب الذي هزمكم في مناسبتين؟
صراحة لا لم يكن بتلك القوة، يومها كان يعتمد على الخشونة والعنف والاندفاع، لكني اليوم (الحوار أجري عقب نهاية اللقاء بالفندق) وجدته أقل عنفا وأقل خشونة، والدليل على ذلك أن لاعبيه خسروا كل الصراعات أمامنا، فضلا على أننا اليوم كنا أكثر منه حضورا ووجودا على الميدان، ولم نترك له مساحات كثيرة كي يتحرك ففزنا عليه وأنهينا سيطرته علينا في ملعبه، لأنه من قبل فاز علينا في مناسبتين هنا.
ثورة المنتخب في هذا اللقاء، أكيد أن للمدرب حليلوزيتش ضلع فيها بما أنكم تلعبون معه رابع لقاء من دون خسارة؟
بطبيعة الحال له ضلع فيها، مدربنا لديه طريقة عمله التي تأقلمنا معها، وأتت بثمارها حتى الآن، لأننا نلعب رابع لقاء رسمي من دون خسارة، نحن نقوم بعمل كبير معه، ونتمنى أن يكلل هذا العمل بالنجاح لأنه لا يغفل شيئا إلا وقدم لنا فيه ملاحظات، ناهيك على أنه يسدي لنا النصائح في كل مرة.
أكيد أن هناكـ من تريد إهداءه الفوز على غرار فغولي الذي أهداه إلى زميلكم حسان يبدة المصاب
لدي قائمة طويلة أهديها هذا الفوز بطبيعة الحال، إلى حسان يبدة المصاب، عمري الشاذلي المصاب أيضا، وأستغل الفرصة كي أتمنى لهما الشفاء معا، إلى زياني، بلحاج وجبور الذين غابوا عنا، أقول لهم إن أبواب المنتخب لم تغلق في أوجههم ستبقى مفتوحة لكم، وأهدي الفوز أيضا إلى الشعب الجزائري الذي أتمنى من أعماق قلبي أن يسترجع ثقته فينا.