يبدو أن الأمور تسير مثلما يريدها الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي حقق 3 انتصارات متتالية ولم ينهزم في 4 مباريات منذ تعيينه على رأس "الخضر"، ونجح في ظرف 7 أشهر من العمل في إعادة الحياة إلى جسد المنتخب، مع بعث الروح وسط اللاعبين وحتى الأنصار بفضل خيارات لامه عليها كثيرون، لكن النتائج تبقى المعيار الأساسي لمدى نجاح أي مدرب كانت في صفه وأعطته الحق في كل ما قام به، ومن ذلك تخليه عن بعض العناصر التي تعرف باسم "الركائز" التي قد لا تتاح الفرصة لها للظهور مجددا بألوان المنتخب وتتقاعد، رغم أنها ترى بأنها قادرة على المواصلة في اللعب لسنوات أخرى.
حليلوزيتش قال بلسانه إن زياني وبلحاج قد لا يستدعيان مجددا
وعند نهاية مباراة غامبيا وفي سؤال مفخخ عما إذا كان سيستدعي مجددا بلحاج وزياني، كان جواب حليلوزيتش صريحا لما قال أنه لا يدري إن كان ذلك سيحصل أم لا، مع أنه كان يمكن أن يجيب بالقول أن كل شيء ممكن والأبواب مفتوحة بلغة الدبلوماسية التي يتكلم بها الجميع، لكنه كشف تفكيره في التخلي عن هذا الثنائي لأنه يرى أن زياني في ظل تواجده بشكل دائم في المنتخب لم يتمكن "الخضر" من تحقيق أشياء كثيرة خاصة خارج الديار، ففكر في البحث عن إستراتيجية أخرى وبناء طريقة لعب من دونه بالاعتماد على فغولي. أما بلحاج الذي غاب عن مباراة مهمة تاركا المهمة للمتألق مصباح والوافد الجديد كادامورو، فتواجد الثنائي مستقبلا قد يهدد لاعب السد القطري باعتراف حليلوزيتش، الذي يريد فتح صفحة جديدة بالاعتماد على عناصر شابة تملك الإرادة والرغبة والطموح.
المنتخب الوطني سجل 6 أهداف في 4 لقاءات دون جبور
لاعب آخر بات مهددا بالغياب مستقبلا- حتى لا نقول التقاعد الدولي بما أنه أصغر من زياني وبلحاج- وهو رفيق بجبور، الذي تكشف مصادر موثوقة أن المدرب وحتى رئيس الاتحادية غاضبان منه بعد أن غادر تربص سيدي موسى قبل مباراتي تونس والكامرون الوديتين، ليتجه إلى اليونان ويلعب بعد أيام قليلة ويسجل في مباراة الداربي، في وقت أنه في المنتخب إما أنه يأتي مصابا أو لا يقدم شيئا. كما أن الحلول التي بحث عنها حليلوزيتش بتغيير المهاجمين سمحت بتسجيل 6 أهداف في 4 مباريات من دون تواجد جبور أو مساهمته في أي هدف، بل وفي غيابه عن 3 مباريات واكتفائه في مباراة إفريقيا الوسطى بالمشاركة لمدة ربع ساعة.
"لا ركائز لأننا لسنا في شركة، وللعواطف نصيب في أزمة النتائج الأخيرة"
قال حليلوزيتش بعد نهاية اللقاء أنه لا وجود لركائز في المنتخب، والسبب هو رضاه عن مستوى كل من لعبوا في بانجول، وهو ما يضع بالتالي مستقبل هؤلاء في خبر كان ويوافق بالتالي الفرانكو بوسني رئيس الاتحادية في نظرته، لما قال مرة في تصريحات للقناة الإذاعية الثالثة أنه لا يعترف بوجود كلمة كوادر في المنتخب "لأننا لسنا في شركة" على حد تعبيره، في إشارة إلى ضرورة أن يكون العطاء والمستوى هو الضمان الوحيد لبقاء لاعب من عدمه في المنتخب، خاصة أن الكرة لعبة متغيرة بتغير الظروف والمعطيات، وكأن حليلوزيتش فهم أن جزءا من أزمة نتائج "الخضر" في السنوات الأخيرة قد تكون وراءها العاطفة في الاختيارات والمشاركة الدائمة لبعض اللاعبين باسم الشرعية الثورية، من خلال تواجدهم بشكل متواصل فقط لأنهم أهلوا المنتخب إلى كأس العالم، وكأن ذلك يمنع عنهم الاحتياط أو حتى الغياب الكلي عن القائمة.
مكانة عنتر يحيى تبقى مهددة والقائد مطالب بالأفضل
وإذا كان بوڨرة نجح في أداء دوره بشكل مميز في مباراة أول أمس، فإن عنتر يحيى أدى مباراة متوسطة في بانجول، إذ يتحمل مسؤولية الهدف الأول للمنتخب الغامبي بعد أن ترك المهاجم مودو سيسي يستدير داخل مربع العمليات ويسدد. وحتى وإن كفّر لاعب "كايزر سلاوترن" الألماني عن ذنبه بتسجيله هدف التعادل، إلا أن أداءه يبقى بحاجة إلى مراجعة خاصة أن الثقة غابت عن صاحب الهدف التاريخي في ملحمة أم درمان، والذي تخوّف على ما يبدو من أرضية الميدان ولم يغامر كثيرا، لكن أداءه بشكل عام يجعل قائد المنتخب بحاجة إلى مجهودات أكبر- وهو ما يعرفه جيدا- من أجل مواصلة الظهور أساسيا، وحتى التواجد في المنتخب الذي بات محكوما بإمكانات كل واحد وليس باسمه.