قالت لي .. و قلت لها..
قالت لي : صف لي الحب . قلت لها : الحب داء لذيذ أو أليم ، و أبعاده ، علاقة محصورة بين مريض و طبيب فقط و ليس له دواء سوى الطبيب نفسه .. فليس مع الطبيب دواء و لا هو يعرف الدواء لأنه هو الدواء و المرض ذاته .. يقدم ذاته للمريض الذي لا يشفى إلا بهذا الطبيب الذي هو الحبيب . قالت لي : صف لي نفسك في الحب . قلت لها : في الحب .. أنا وحش ... وحش كاسر مفترس أنشب أنيابي و أظافري في جسد محبوبي باحثاً عن روحه ، حتى أصل إليها و أتوحد معها كمرض التوحد تماماً .. لكنه توحد ثنائي . قالت : لماذا ؟؟؟!!! . قلت : لأني أحبه . قالت : و هل هذا حب ؟؟؟!! . قلت : هذا الحب بعينه . قالت : و لكن ماذنب الحبيب لتفعل به هكذا ؟؟!! . قلت لها مستغرباً : ماذا أفعل به ؟؟؟!!! . قالت تفترس الحبيب و تنشب أنيابك و أظافرك به . قلت لها : هذا هو الحب . و كل حب بدون أظافر وأنياب و وحشية ، ليس حباً . قالت : و لكن هذه خدعة و خيانة .. و أنت تخدع الحبيب و تغدر به لترمه بعد ذلك . قلت لها : من قال لك ذلك ؟؟!! . قالت : أنت . قلت : كلا أنا لم اقل ذلك . قالت : و ماذا قلت إذاً ؟؟!! أجبتها : لقد قلت لك أنني وحش و لم أكذب عليك .. و لم أقل لك إنني حمل وديع .. و الذين يخدعون المرأة ، يظهَرون لها بشكل حملان .. و يفترسونها و هم حملان .. هم لصوص الحب و غربان العواطف ، و ليس هناك أحد منهم يتجرأ و يقول لها أنا وحش ، غيري أنا .. إنهم كاذبون إلا أنا ، و ها أنا أقول لك من الآن .. أنا وحش في الحب و في الحب أنا وحش .
قالت لي : لقد حيرتني و لم أعد أعرف ماذا أقول . قلت لها : لا داعي لأن تقولي لأنك من الأساس لا تعرفي . قالت : و ماذا عن الحب العذري ؟؟؟ . قلت : إنه ليس حب ، إنه مسابقة بين اثنين لمن يقول كلام أجمل ، تماماً كما في مسابقة من سيربح المليون ، سيخرج واحد منهما و قد ربح المليون و يخرج الآخر بدون شيء بعد أن يكون قد وصل إلى مبلغ معين ، أما الحب الوحشي ، فالاثنين سيربحان المليون . قالت : مليون ريال ؟؟ . قلت : كلا ، بل مليون .....
سألتني : و لكن ألا يحب الرجل حباً عذرياً ؟ . أجبت : نعم . سألت و بابتسامة واسعة : و متى يحب الرجل حباً عذرياً يا فهيم ؟؟ . أجبتها : عندما يكون حماراً يا شاطرة . قالت لي : و لكن .... فقلت لها مقاطعاً : اسمعي ... الحب وحش و لن يكون غير وحش ، أما الحمل فهو الكذب و هو الخداع و الغدر .. و أتحداك أن تجدي شخصاً خدع فتاة إلا بثوب حمل . هزت رأسها متفهمة و قالت :حسناً و لنفرض أنني سلمتك الآن نفسي ، فهل ستنشب أنيابك و أظافرك بي ؟؟ . قلت لها : كلا . قالت بدهشة : لماذا ؟؟!! . قلت : لأنني احترمك . قالت : و إن كنت لا تحترمني فهل كنت ستنشب أظافرك و أنيابك بي؟؟؟ . قلت لها " أيضاً كلا . . قالت : عجيب أمرك ، إن كنت لا تنشب أظافرك و أنيابك بمن تحترم و بمن لا تحترم ، فبمن ستفعل ذلك ؟؟؟ . قلت : بمن أحب و يحبني . فقالت : ها أنا ذا أقول لك أنني أحبك ، فانشب أظافرك و أنيابك بي . أجبتها باقتضاب : آسف لا أستطيع .
نظرت إلي من أعلى رأسي حتى أسفل قدمي بازدراء و قالت : عجيب قبل قليل كنت تقول أنك وحش . فنظرت إليها النظرة نفسها من فوق إلى أسفل و قلت لها بهدوء : لقد قلت أنني وحش و لكن لم أقل أني همجي . ثم استدرت و انصرفت فصاحت بي من بعيد : من أنت أيها الوحش ؟؟؟ قلت لها :
أنا الذي علم الأمطار حكمتها ....... و رحت أسقي المدى من حكمة المطر
إن يأخذ الله من عيني نورهما ...... ففي لساني و سمعي منهما نورُ
فلبي ذكي و عقلي غير ذي دخل ..... و في فمي صارم كالسيف مأثور
صاحت من بعيد : أنت أطيب وحش رأيته في حياتي . أجبتها من بعيد : و أنت أشهى نعجة و ألطف نعّوجة و أرق غنغوجة رأيتها ... في حياتي .