ذات يوماً كنت أمشي في البستان ،، أحدثُ نفسي عن شقلبة الأيام ،،، أمشي وأقول: ليت العالم بين قبضتي ليت الناس تحت تصرفي، ليت عقول البشر أنا من أصنعها…..آه آه
لكان العالم أجمل ،،،
لكان في سمائها نجوما بشرية تبحر في فضائها،،،،
لكان في بحرها سفن تسري على أمواجها،،،،،
وخلال حديثي مع نفسي استوقفتني شجرة متعددة الأفرع والأغصان تقول لي:يا فتى الأحلام ما بها الدنيا ؟؟؟؟ لماذا تريد شقلبة أيامها ؟؟؟؟؟؟
قلت لها: مابها!!!!!!
ألا تريها سوداء، ملطخة بالدماء ممزوجة ببكاء الأطفال وأنين الشباب،،،،،، فالألم فيها تحطيم الأمنيات، فيها السير على ظهر الإنسان ،،، فيها سيوفٌ من لحمٍ ودم تقتل الأحلام
حينها أدمعت عيني قلت فيها نظرة حقٍد ،،، فيها ابتسامة صفراء…….
قالت لي الشجرة : لما كل هذا!!!!
قلت لها: كل هذا
من أجل اسماً يعلو،،، من أجل مكانة في أعالي السماء ،،
مكانة دون هدف دون معنى يخدم الإنسان …..
لكن إن علت لا بد أن تعود للأرض من بعد الارتفاع ………لابد
حين تعود تدمر ما حولها……..
لابد أن تترك أثراً يؤلم الناس بعدها……لابد
قالت لي الشجرة اهدئ واجلس تحت ظلي وقول لي..ماذا لو العالم بما فيه ملكاً لك ماذا تفعل؟؟؟؟؟؟؟؟
……… نظرت إلى أعلى السماء وقلت:
،،،أزرع أملاً في كل أرض ….
،،أرسم بسمة في كل وجه…
،،أنزع من قلوب البشر الحقد والكبرياء والغرور….
،،أعيد للماضي رونقه……..
،،أبني جيلا يتحمل هبات الرياح …لا جيل إن هبت ريح أخفت معالم شخصيتهم….
والأهم من كل هذا ،،،،،،أعيد للحب نقائه .
سمع حديثي عصفورا وقف على غصن الشجرة وقال لي:-
كلام جميل لكن هل تجيبني…….
متى يعود للطير تغريده؟؟؟
متى يعود للزهر ألوانه؟؟؟؟
متى يعود للبئر ماؤه الصافي؟؟؟؟ متى
قلت له بابتسامة أمل ...:-
يعود للطير تغريده بالمحبة…..
ويعود للزهر ألوانه بالأمل…
ويعود للبئر مائه الصافي حين تصفى قلوب البشر…….
وخلال رحيلي لفتت نظري وردةً في البستان
قلت فيها حين عودتي:-
رأيت ذات يوم وردة بأشواك
فنظرت لها نظرةً لأعيد الكرة باشتياق…..
قلت لها يا وردة لما الشوك غطاكِ
قالت:- لأحتمي من أعدائي،، وأنت ما شوككِ قلت لها:- أخلاقي
فبثت عطراً فواحا تساقط حينها دمعتي، فعطري رحل كرحيل ماضي الزمان……..