تفسير ءايات قرءانية
المعنى الصحيح لقول الله تعالى: {يمحوا الله ما يشاءُ ويثبت وعنده أمُّ الكتاب}:
أما قوله تعالى {يمحوا الله ما يشاء ويُثْبِت} فمعناه أن الله تعالى يمحو ما يشاء من القرءان ويرفع حكمه وينسخه ويثبت ما يشاء من القرءان فلا ينسخه وكلّ ذلك يكون بوحي من الله.
وليس معناه أن الله تعالى يغيّر مشيئته لدعوة أو صدقة أو نذر كما فهم ذلك بعض الناس، ومعنى {وعنده أمّ الكتاب} أي جملة ذلك أي الناسخ والمنسوخ في اللوح المحفوظ.
تفسير قوله تعالى :{كل يوم هو في شأن}:
فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله :{يغفرُ ذنبًا ويكشفُ كربًا ويرفع قومًا ويضع ءاخرين" رواه ابن ماجه. ويوافق هذا قول الناس "سبحان الذي يُغيّر ولا يتغير" وهو كلام حسن جميل إذ التغيّر في المخلوقات وليس في ذات الله وصفاته.
فتبين أن الله يغيّر أحوال العباد من مرض إلى صحّة ومن فساد إلى صلاح ومن فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر على حسب المشيئة الربانية الأزلية. فالتغير يطرأ على أحوال المخلوقات وليس على مشيئة الله وعلمه. فإذا دعا العبد ربَّه أن يشفيَه فاستجاب له يصحّ أن يقال إن دعاءه وافق مشيئة الله. وإذا لم يستجب له يصحّ أن يقال إن الله لم يشأ له الشفاءَ وعلى كِلا الحالين يستفيد المؤمن بدعائه لربه سواء مع النفع الحاصل بالشفاء أو لم يحصل النفع بالشفاء لأن الثواب كُتب له.