ص عمر بن أبي سلمة عبد الله
بن عبد الأسد ، ربيب رسول الله –
– قال : ( كنت غلاما في حجر رسول الله –
– وكانت يدي تطيش في الصّحفة ، فقال لي رسول الله –
- : "
يا غلام سمِّ الله تعالى ، وكل
بيمينك ، وكل مما يليك " فما زالت تلك طِعْمتي بعد ) متفق عليه .
(
وتطيش ) : تدور في نواحي الصَّحفة .
قال فضيلة
الشيخ ( محمد بن صالح العثيمين ) – رحمه الله - :( ذكر
المؤلف - رحمه الله تعالى – فيما نقله عن عمر بن أبي سلمة ، وكان ربيب
النبي –
- ؛ لأنه ابن زوجته أم سلمة – رضي الله عنها - ، أنه كان مع
النبي –
– في طعام يأكل فجعلت يده تطيش في الصحفة ، يعني تذهب يمينا
وشمالا ، فقال له : النبي –
- : (
يا غلام ، سمِّ الله وكل بيمينك وكل
مما يليك ) .
فهذه ثلاثة آداب علمها
النبي – – هذا الغلام وهي :أولا :
قال : ( سمِّ الله ) ، وهذا عند الأكل .
فعند ابتداء الأكل يجب
أن يقول الإنسان " بسم الله " ، ولا يَحل له أن
يتركها ؛ لأنه إذا
تركها شاركه الشيطان في أكله ، أعدى عدو له يشاركه في
الأكل إذا لم يقل :
" بسم الله " ، ولو زاد : " الرحمن الرحيم " فلا بأس ،
لأن قول الرسول –
– " سم الله " : يعني اذكر اسم الله .
والتسمية
الكاملة هي أن يقول الإنسان : " بسم الله الرحمن الرحيم " كما ابتدأ الله
بها كتابه ، وكما أرسل بها سليمان –
- : { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } النمل :
30 ، فإن
اقتصرت على قول : " بسم الله " فلا حرج وإن زدت " الرحمن
الرحيم " فلا حرج
، الأمر في هذا واسع .
وأما التسمية على
الذبيحة فهي شرط من شروط التذكية ، إذا لم تُسمِّ على الذبيحة فهي حرام
ميتة ، كأنما ماتت بغير ذبح .
ولكن العلماء يقولون : لا ينبغي أن
يقول : " بسم الله الرحمن الرحيم " ؛
لأنه الآن يريد أن يذبحها ، فالفعل
ينافي القول بالنسبة لهذه الذبيحة ؛
لأنها ستذبح ، هكذا علل بعض
العلماء ، ولكن لو قالها أيضا فلا حرج .
الأدب
الثاني : قوله : " وكل بيمينك " : وهذا أمر على سبيل الوجوب ، فيجب
على الإنسان أن يأكل بيمينه وأن يشرب بيمينه ؛ لأن النبي –
– نهى أن يأكل الإنسان بشماله أو أن يشرب بشماله ، وقال : "
إن الشيطان
يفعل هذا " ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ، وقد
نهينا عن اتباع
خطوات الشيطان ، قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا
لا تتبعوا خطوات
الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء
والمنكر } النور 21 .
ولهذا كان القول الراجح وجوب الأكل باليمين ،
ووجوب الشرب باليمين ، وأن
الأكل بالشمال أو الشرب بالشمال حرام ، ثم إن
الأكل بالشمال والشرب
بالشمال مع كونه من هدي الشطان فهو أيضا من هدي
الكفار ؛ لأن الكفار
يأكلون بشمائلهم ويشربون بشمائلهم .
ثم إن
بعض الناس إذا كان على
الأكل وأراد أن يشرب فإنه يمسك الكأس باليسار
ويشرب ، ويقول : ( أخشى أن
تتلوث الكأس إذا شربت باليمين ) ، فنقول : (
لتتلوث فإنها إذا تلوثت فإنما
تتلوث بطعام ، ولم تتلوث ببول ولا غائط ،
تلوثت بطعام ثم تغسل ) .
وبإمكانك أن تمسك الكأس من الأسفل بين
إبهامك والسبابة ، وتجعلها كالحلقة
ولا يتلوث منه إلا شيء يسير ، ولا
عذر لأحد بالشرب بالشمال من أجل هذا ؛
لأن المسألة على سبيل التحريم ،
والحرام لا يجوز إلا عند الضرورة ،
والضرورة مثل أن تكون اليد اليمنى
شلاء ، لا يمكن رفعها إلى فيه ، أو
مكسورة لا يمكن أن يرفعها إلى فيه ،
فهذه ضرورة ، أو تكون متجرحة لا يمكن
أن يأكل بها أو يشرب .المهم إذا كان هناك ضرورة فلا بأس باليسار ، وإلا فلا يحل
للمسلم أن يأكل باليسار ، ولا أن يشرب باليسار .الأدب الثالث : قوله : " وكل مما يليك " : يعني
لا
تأكل من حافة غيرك ، بل كل من الذي يليك ؛ لأنك إذا اعتديت على حافة
غيرك
فهذا سوء أدب ، فـكـُل من الذي يليك .
إلا إذا
كان الطعام أنواعًا ، مثل أن يكون هناك
لحم في غير الذي يليك فلا
بأس أن تأكل ، أو يكون هناك قرع أو ما شابه ذلك
مما يقصد ، فلا بأس أن
تأكل من الذي لا يليك ؛ لأن أنس بن مالك – رضي الله
عنه – قال : (
أكلت مع النبي – – فكان يتتبّع الدبّاء من حوالي القصعة ) ، الدبّاء :
القرع ، يتتبّعه يعني يَلقـُطه من على الصحفة ليأكله ، هذا لا بأس به .
منقول
للا مانة