السيشيل: بحر بلوري شديد الصفاء ، ورمال بيضاء ناعمة
تحرسها أشجار النخيل المنحنية بظلالها عليها، لتضفي على روعة هذا المشهد
رونقا قلما تجده في العالم، إنها 115 جزيرة تشكل عقدا يمتد على المحيط
الهندي، وتتميز بعذرية تنسي الزائر همومه، وتأخذ ه الى فردوس ارضي،إنها
سلسلة من الجزر التي لم يقم الانسان بتشويه طبيعتها، فلا تزال نقية خالية
من أي مساحيق سياحية.
وهذه الجزر تنتظم جنوباً من خط الاستواء وتتميز بمناخ استوائي دافيء على
مدار السنة، ما يجعل منها منطقة جذب سياحي شديدة التميز وكل جزيرة من جزر
السيشل هي عالم بحد ذاته، ولها ما يميزها عن غيرها ويترك في ذهنك ذكرى
مختلفة ونكهة خاصة، غير أن القاسم المشترك بينها، هو أنها تحت تصرفك
وتدعوك للاستمتاع بها.
تعتبر جزيرة «ماهي» الاكبر، وتأتي بعدها «براسلين» ثاني أكبر جزيرة من حيث
المساحة، ويبلغ عدد سكان السيشيل 80 الف نسمة، ويعتبر هذا العدد قليلا
بالمقارنة مع عدد السلاحف، الذي يبلغ 150 الفا، وتعتبر هذه البلاد آمنة
ونسبة الجرائم فيها شبه منعدمة.
يوجد مطار سيشيل الدولي في جزيرة ماهي ويقع على بعد 6 أميال من جنوب
العاصمة فكتوريا التي تجد فيها اشارة سير واحدة تعتبر معلما سياحيا لافتا
يتوافد اليه السياح لالتقاط الصور.
وتجد بالقرب منها مجسما صغيرا لساعة »بيغ بين« البريطانية الشهيرة، وذلك
يعتبر ترجمة صريحة لفترة الانتداب الانكليزي، أما بالنسبة للانتداب
الفرنسي فهو يتجلى في الارث الثقافي واللغوي للسكان الذين يتكلمون
الفرنسية والانكليزية، بالاضافة الى لغتهم التي تسمى ب:الكريول وهي مزيج
فرنسي انكليزي.
وهناك الكثير من الرحلات المميزة التي يمكن أن تقوم بها في سيشيل، ومن
أهمها زيارة جزيرة موايين التي تعني «الوسط» باللغة الفرنسية، يمكنك
الوصول اليها عبر قارب بمحرك آلي وارضية زجاجية تمنحك فرصة رؤية الشعب
المرجانية والاسماك على أنواعها، تستقله من مرفأ مارين تشارتر في العاصمة
فكتوريا، وتستغرق الرحلة حوالي 20 دقيقة ذهابا لتصل الى شواطئ رملية بيضاء.
ويمكنك ان تقوم برحلة استكشافية في أرجاء الجزيرة التي اشتراها بريطاني
يدعى براندن غريمشو عام 1970 وما زال يسكنها حتى اليوم تاركا وراءه ضوضاء
العاصمة البريطانية، ويتمكن الزوار من لقائه والاستمتاع بقصته الغريبة.
وتراه متحمسا عندما يتكلم عن الجزيرة والحياة فيها وعن ولعه في جعلها
محمية يقوم بصيانتها وتأمين حاجيات السياح الوافدين اليها، بحيث يتمكن
الزائر من التمتع بالمأكولات الكريولية الشهيرة التي تشتهر بالاسماك وثمار
البحر والكاري والارز على أشكاله، بالاضافة الى تذوق الحلويات الكريولية
المييزة التي تحتوي في الغالب على الموز الاستوائي الممزوج بالكاراميل.
ومن اللافت خلال زيارتك جزيرة موايين، هو عدد السلاحف العملاقة التي تعيش
فيها. وبعد قيامك بالتنزه في الجزيرة تصل الى قمة عالية تكشف على المحيط
الهندي، نافذة على منظر جميل تمتزج فيه المياه مع الخضار الوافر على
اليابسة.
ومن اللافت أيضا هو نقاوة الجو اينما كنت، وذلك بسبب منع التدخين في معظم
الاماكن السياحية، ولا سيما في الجبال، بحيث تعتبر هذه المناطق محميات
طبيعية.
ومن المرفأ ذاته يمكنك التوجه الى جزيرة براسلين ثاني أكبر جزيرة في
سيشيل، بواسطة باخرة سريعة، تستغرق الرحلة ساعة ونصف الساعة ذهابا ونفس
المسافة ايابا، واذا كنت من محبي السفر بواسطة الطائرة يمكنك ان تستقل
الطائرات الصغيرة للرحلات الداخلية من المرفأ نفسه، وهكذا تكون بالطبع
المسافة اقصر.
تتميز براسلين بمحميةVallee De Mai الشهيرة بأصناف فريدة من نوعها من
أشجار النخيل، وأصبحت هذه المحمية تابعة لمنظمة اليونسكو عام 1972 ووضعت
في قائمة المحميات الثقافية والطبيعية في العالم، يتميز هذا المعلم
السياحي بوجود بذور الCoco De Mer التي تزن كل منها 15 كيلوغراما، وتعتبر
اكبر بذرة في الكون، وكان يتم الاعتقاد في الماضي بأن هذه المحمية كانت
جنة عدن الاصلية.
هذا بالاضافة الى وجود السلاحف الاكبر في العالم، بحيث تزن بعضها التي
تسمى ب«ازميرالدا» 304 كيلوغرامات، الى جانب وجود كائنات فريدة من نوعها
مثل الطيور.
ويأتي السياح من مختلف بقاع العالم الى سيشيل لرؤية أندر أنواع الطيور على
الارض، وهناك ما لا يقل عن 12 نوعا من الطيور، التي لا توجد سوى في هذه
الجزر، بما في ذلك طائر «ماغبي روبن» وطائر المغني السيشيلي الذي يعيش
اليوم في جزيرة كازين التي تعتبر الآن محمية طبيعية.
وتعتبر الجزر السيشيلية محطة منتظمة للطيور المهاجرة من القطب الشمالي
والقارة القطبية الجنوبية المتجمدة. في براسلين توجد أجمل الشواطئ في
السيشيل، ومن اهمها شاطئ «انسي لازيو» الذي يمتد على مسافات كبيرة برماله
البيضاء الناعمة وأشجار النخيل التي تسوره، بالاضافة الى وجود الصخور
المميزة بألوانها التي تشكل موطنا للطيور والكائنات الفريدة والجميلة.
تجدر الاشارة، إلى أن كل المطاعم في جزر السيشيل المأهولة تقدم المأكولات
الكريولية على طريقة البوفيه المفتوح، حيث يتمكن بذلك السائح من تذوق أكبر
قدر ممكن من الاطباق المحلية اللذيذة.
وبالعودة الى جزيرة ماهي الاكبر في السيشيل، يمكنك ان تقوم برحلة الى اعلى
قمة جبل فيها، حيث توجد محميات لزراعة الشاي ومناظر خلابة مطلة على
العاصمة وجزر أخرى مأهولة وغير مأهولة.
وتوجد في ماهي، العاصمة فكتوريا يقصدها سكان الجزر ال16 المأهولة لقضاء
حاجاتهم القانونية وللتصويت أثناء الانتخابات الرئاسية وغيرها، كما تحتوي
على المسارح وصالات الديسكو، غير ان معظم النشاطات الليلية غالبا ما تكون
داخل الفنادق .
حيث يوفر العديد منها حفلات الشواء والرقص والغناء وتقديم اللوحات
والرقصات الفولكلورية التي تعرف باسم «السيغا»، وتقدم العروض المسرحية
باللغة الانكليزية والفرنسية والكريول.