موضوع: فوائد الجراثيم تفوق أضرارها الجمعة 28 مايو 2010 - 22:31
البكتيريا أو الجراثيم مصطلح يبعث على الهلع والرعب عند سماعه نظرا لارتباطه في أغلب الأحيان بلإصابة بالأمراض والعدوى وما شابه ذلك ، لكن هذا هو الجانب المظلم والخطير للبكتيريا، مما يعني أن هناك جانبا مضئ يتمثل في البكتيريا النافعة
التي قد تفيد البشرية في مجالات كثيرة،وهو ما اكتشفه العلم الحديث واتخذ من هذا النوع أسلحة جديدة يشهرها في حربه المستمرة ضد الأمراض.
ولكي تتضح الرؤيا أكثر يؤكد العلماء لنا أن الجراثيم عبارة عن أجسام متناهية الصغر وحيدة الخلية لا ترى بالعين المجردة ، موجودة حولنا وداخل أجسامنا ، تتكاثر بسرعة وتنضج بسرعة ، والجرثومة الواحدة يلزمها فقط 20 دقيقة لا أكثر لبلوغ حجمها النهائي. وأوضحوا أن الجراثيم ليست كلها ضارة ، إذ هناك جراثيم مفيدة جدا كثل بكتيريا الأسيدوفليس التي توجد في اللبن فهي نافعة وصديقة للجهاز الهضمي ، إذ تساعد على هضم البروتينات لتعطي مركبات مهمة مثل حامض اللبن وهيدروجين البيروكسايد وعدد من فيتامينات مجموعة ب إلى جانب مواد مضا دة للجراثيم الشريرة. وهناك الجراثيم النافعة التي تقطن الجهاز الهضمي بدءا من الفم وحتى نهاية القولون ، والجراثيم النافعة سمحت باكتشاف وظيفة الزائدة الدودية ، فبعدما كان القاصي والداني يقول أن لا وظيفة لها ، تمكن فريق طبي أميركي من إثبات أن الزائدة تقوم بإنتاج وحفظ طائفة واسعة من الجراثيم النافعة التي لها دور في منتهضة بعض أمراض الأنبوب الهضمي . وتشير التقديرات إلى ان القولون يحتوي على مئة تريليون من الجراثيم النافعة التي تلعب دورا بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن الإستراتيجي بين المستعمرات البكتيرية المعششة في الأمعاء بحيث تتواجد هذه في حلف سلمي لا يكون فيه غالب ولا مغلوب. وأشار الباحثون إلى أن التوازن المذكور يمكن أن يتعرض للخلل بسبب الإصابة ببعض الأمراض أو نتيجة تناول المضادات الحيوية الأمر الذي يعطي الفرصة للجراثيم الضارة كي تسبب عددا من العوارض العضمية المزعجة ،وبحسب العلماء من كلية طب هارفارد الأميركية فإن تلك الجراثيم تخفي نفسها عن أعين الجهاز المناعي باتخاذها شكل الخلايا المعوية. ويحاول العلماء الاستفادة من الجراثيم النافعة لعلاج بعض الأمراض الهضمية ، فمثلا لاحظ علماء اسكوتلانديون ان أحد انواع الجراثيم في الأمعاء يوجد بنسبة أقل عند المصابين بالتهاب القولون التقرحي مقارنة مع غيرهم من الأصحاء، وبناء عليه يحاول البحاثة تطوير عقار يعزز وجود الجراثيم النافعة.
البكتريا تمنع حصوات الكلي
وفي هذا الإطار أفادت دراسة عليمة حديثة بأن علاج المرضى بالبكتريا قد يكون وسيلة فعالة لتقليل مخاطر تكون حصوات الكلى ونوصلت الدراسة إلى ان الأشخاص الذين يحملون بشكل طبيعي البكتريا من نوع اوكسالوبكترفورميجينز أقل عرضة لمشكلات الكلى تلك بنسبة 70 في المئة. ومن خلال الدراسة التي قام بها فريق جامعة بوسطن بين 247 مريضا يعونون من تكرار تكون حصوات أوكسالات الكالسيوم و259 شخصا كانت النتيجة أن 17 في المئة فقط من مجموعة المرضى هي التي بها ذلك النوع من البكتريا مقابل نسبة 38 في المئة من المجموعة السليمة . وأشار البروفيسور ديفيد كوفمان إلى ان تلك النتائج ذات أهمية علاجية كبيرة ، ولا يزال احتمال استخدام ذلك النوع من البكتريا كعلاج في مراحل البحث الأولى حيث يدرس الباحثون في جامعة بوسطن الأمريكية احتمال استخدام تلك البكتريا كوسيلة أي علاج حيوي بدائي. وتعمل بكتريا أوكسالوبكتر فورميجينز على تكسير أملاح الأوكسالات في الأمعاء وهي موجودة بكميات كبيرة في البالغين. وحصوات الكلي هي عبارة عن كتل صلبة تتكون من المواد التي يتهلص منها الجسم في البول ، ويتراوح حجمها عادة ما بين مقدار حبة الرمل إلى حجم اللؤلؤة ، هي ناعمة أو خشنة وصفراء أو بنية اللون ، وما ان تتكون الحصوة في الكلى يمكنها الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجهاز البولي حيث تبطئ من انسياب البول وتسبب الالتهاب والآلام الشديدة وقد تؤدي إلى الفشل الكلوي ، وتتكون 80 في المئة من حصوات الكلي من مركب يسمى أوكسات الكالسيوم.
ورغم ذلك فإن البكتريا قد تقتل حامليها
وعن اخطار البكتيرا النافعة أفاد باحثون هولنديون بأن البكتريا النافعة التي يشيع وجودها في المحفزات الحيوية في الزبادي وبعض المشروبات قد تتسبب فب وفاة الأشخاص المصابين بالتهابات حادة في البنكرياس. وأشار باحثون إلى أن عدد المتوفين من مرضى التهاب البنكرياس الحاد الذين أعطيت لهم مكملات المحفزات الحيوية لمنع إصابتهم بالعدوى زاد عن مثلي من تلقوا عقاقير وهمية. وأشار هاين جوزين وزملاؤه في مركز جامعة أوتريخت الطبي بهولندا إلى ان الآثار السلبية للمحفزات الحيوية التي ذكرت هنا لم تكن متوقعة وان دراسات كثيرة ربطت المحفزات الحيوية بخفض العدوى في التهابات البنكرياس. وتحتوي المحفزات الحيوية على كائنات دقيقة عادة ما تسمى بكتريا نافعة أو مفيدة تستقر في الأمعاء ، وتباع هذه المحفزات كمكملات غذائية وإن كانت موجودة بشكل طبيعي في الكثير من الغذاء المتخمر بما في ذلك الزبادي وعصائر بعينها. وعادة ما يحمل البشر كميات كبيرة من البكتريا في أمعائهم وهي أساسية في عملية الهضم وعمل جهاز المناعة. كما تلعب أدوارا مفيدة أخرى على الأرجح ويمكنها أيضا التغلب على البكتريا الضارة التي قد تسبب أمراضا. وقال خبراء آخرون أنه على الرغم من أن النحفزات الحيوية آمنة فإنه يجب عدم إعطائها لمرضى مصابين بالتهابات حادة في البنكرياس وهو مرض عادة ما تسببه حصيات المرارة أو الإفراط في شرب الكحول وليس له علاج محدد.