[colo
ليس صدفة أن يبلغ المنتخب الوطني الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا، وهو الذي خسر بثلاثية أمام منتخب مالاوي.
وليس ضربة حظ أن يزيح ''الخضر'' بطل إفريقيا مرتين ويتأهّل بدلا عنه إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، ويكون ممثّل الكرة العربية الوحيد في المونديال الإفريقي.
وبين الهزيمة ''المالاوية'' والانتصار على منتخب ''أم الدنيا''، جملة من الرسائل التي سعى المدرّب الوطني رابح سعدان جاهدا لإيصال معانيها لكل الجزائريين، أنصارا وإعلاميين ومسؤولين، وشرح مفارقات غريبة عن واقع التشكيلة الوطنية التي صنعت أفراح المشجّعين من العدم تقريبا.
المدرّب الوطني الذي اكتوى من نار الانتقادات قبل 24 سنة، يرفض اليوم أن يسقى من الكأس ذاتها، وهو اليوم أكثر جرأة في مواجهة آراء المنتقدين والمشكّكين، فيصبح ''الشيخ''، المشهود له بالرّزانة، عصبيا أكثر من أي وقت مضى، كلّما أريد تقزيم إنجازه على رأس المنتخب الوطني.
ولأن ذاكرة الكرة الجزائرية تحفظ عن ظهر قلب كل إنجازات المدرّبين المتعاقبين على العارضة الفنية لـ''الخضر''، محليين كانوا أو أجانب، فإنها لم تنس أبدا بأن اسم رابح سعدان مقترن ببلوغ المنتخبات الوطنية، على اختلاف أصنافها، لنهائيات كأس العالم، وهي تذكر أيضا أن سعدان هو رجل المهمّات الصعبة الذي التزم بالواجب الوطني، حين قبِل كل مرّة خوض تحدّيات صعبة غير محمودة العواقب، رغم المتاعب التي لحقته عقب مونديال مكسيكو.
وإذا كان الانتقاد، في معناه الإيجابي، هو كشف النقائص من أجل تصحيحها ومحاولة الارتقاء بالمنتخب الوطني، من خلال تشريح نتائج لاعبيه، إلى مصف الكبار، فإن قساوة الانتقادات، بسبب خسارة مباراة واحدة أعقبت انتصارا تاريخيا في مباراة بطولية بالسودان بنفس اللاّعبين والمدرّبين والمسيّرين، لا يمكن له إلاّ أن يقلّب المواجع على المدرّب الوطني، ويجعله يعتقد جازما بأن هناك فعلا من ''يريد رأسه''، في أول منعرج، ولن يشفع له لا الانتصار على مصر ولا التأهّل إلى كأس العالم.
ما أراد رابح سعدان قوله، حين حرص على التأكيد بأننا نملك منتخبا ضعيفا، هو علمه المسبق بما ينتظره في حال أي إخفاق في كأس أمم إفريقيا، فتبنّى ''الشيخ'' سياسة ''أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم''، وذكّر بـ''العيوب السبعة'' للمنتخب الوطني بين 2004 و2009، وهي فترة انحطاط الكرة الجزائرية التي لم تستعد توازنها إلاّ بعودته على رأس العارضة الفنية، وبرأيه، أن تثمين ذلك هو خطوة مهمّة لتفادي العودة إلى الوراء، أما التنكّر لكل ما صنعه للكرة الجزائرية سوى لكونه ''سعدان'' وليس مدرّبا آخر، فهو دليل على أن الأمر لا يعدو أن يكون إلا استهدافا لشخصه وترسيما لعودة ''الخضر''
r=green][/color]