يقول تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ...
+6
M.MEGHNI
Ć.ŖŎήaĻđo
Přïsǿŋér Spïřït
فيصل
وردة الامل
تاج الياسمين
10 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
???? زائر
موضوع: يقول تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ... الجمعة 18 يونيو 2010 - 17:31
يقول تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا} سورة الإسراء (4ـ7) . وحول هذه الآيات: ورد في الأثر بأنّ القدس قد فتحت في زمن عمر بن الخطاب، وكانت يومئذ تحت سيطرة النصارى من الرومان، كما فتحت ثانية على يد صلاح الدين الأيوبي، وكانت يوم ذاك تحت سيطرة النصارى من الصليبيين، ولكن هل إلى هذين الفتحين أشار القرآن؟. أم إلى فتح آخر؟. ومن هم الذين تكون القدس في أيديهم عند فتحها من قبل المسلمين؟.
<tr> <td> إذا ما رجعنا إلى القرآن الكريم نجده قد نوه إلى ذلك الفتح في سورة الإسراء. قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا} سورة الإسراء(4ـ7) . من هذه الآيات يتبين أن بيت المقدس عند فتحه يكون بيد اليهود الإسرائيليين، وليس بيد المسيحيين من رومان وصليبيين. وهذا ما تدل عليه تلك الآيات الكريمة:{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ..}:إن الله قضى في الكتاب، أي في التوراة، أن بني إسرائيل ما داموا على استكبارهم، وعدم تقديرهم لرسولهم، وعدم تفكيرهم في آلاء الله، وبالتالي عدم إيمانهم بالله، فإنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وهذا الفساد قد جاء ذكره في العهد القديم، لقد جاء في سفر أرُميا في الإصحاح الثاني:(إنذهلي أيتها السموات من هذا الفساد واقشعري وانتفضي جسداً فإن شعبي صنع شرَّين). وهذا مصداق للآية الكريمة:{... لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ..}،وبما أن العهد القديم هو عبارة عن تاريخ بني إسرائيل بغض النظر عن صحة رواياته فإن هذا القول لا شك مأخوذ من التوراة كلام الله. وأما جملة (صنع شرَّيْن) فلا يؤخذ بمعناها الحرفي بأن الشرين قد حدثا في الماضي بسبب التحريفات التي أحدثوها، وبسبب سوء الترجمة، كذلك فإن في القرآن الكريم آيات جاءت بصيغة الماضي، وهي تعني المستقبل. مثال ذلك قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } سورة النحل(1). أما الفساد الأول فانظر ما ضمَّنوه أسفارهم لا سيما (سفر أشعيا وأرميا) فإنك ترى وصفاً لفسادهم وإفسادهم يفوق حد الوصف. من ذلك الفساد نذكر ما جاء في الإصحاح الخامس من سفر أشعيا: (.. كيف أصفح وقد تركني بنوك وحلفوا بما ليس إۤله. وحين أشبعتهم فسقوا وإلى بيت الزانية تبادروا، صاروا أحصنة معلفة هائمة كل يصهل على امرأة قريبه أفلا أفتقد على هذا يقول الرب، ولا تنتقم نفس من أمة مثل هؤلاء، "لقد غدر بي آل إسرائيل وآل يهوذا، ها أنذا أجلب عليكم أمة من بعيد يا آل إسرائيل أمة قوية، أمة قديمة، أمة عريقة" أمة ليست تعرف لسانها ولا تفهم ما تتكلم به. جعبتها كقبر مفتوح كلهم جبابرة وصفهم تعالى: (أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) يأكلون حصادك، وخبزك وغنمك، ويدحرون بالسيف مدنك الحصينة، آثامكم وخطاياكم منعت الخير عنكم). وهذا الفساد والإفساد قد جاء قبيل تنفيذ الوعيد من رب العالمين، لقد بيّن تعالى بأن الإفساد الأول ستكون عقوبته إرسال عباد له أولي بأس شديد. والآن لننظر ما جاء في الإصحاح السابع من سفر أشعيا: (... تقتلون، وتسرقون وتزنون، وتحلفون، ثم تأتون وتقفون بين يدي الرب في هذا البيت الذي دعي باسمي وتقولون أنْقذْنا حتى تصنعوا جميع تلك الأرجاس. أفصار هذا البيت الذي دعي باسمي مغارة للصوص ). ونتيجة لذلك الفساد جاء جواب الرب كما ورد في نفس الإصحاح: ( وبما أنكم عملتم كل هذه الأعمال وقد كلمتكم مبكراً،ولم تسمعوا فسأصنع بهذا البيت الذي دعي باسمي كما صنعت ((بشيلو)) وأنبذكم على وجهي كما نبذت جميع إخوتكم). هذا وإن جملة (وقد كلمتكم مبكراً ) دليل آخر بأن الله قضى لبني إسرائيل مبكراً أي في التوراة بأنه سيدمر البيت إذا بلغوا من الفسق هذا الحد وفعلاً كان تدمير البيت أمراً مفعولاً على يد الملك الكلداني (بختنصر). وبعد توبتهم ورفع شأنهم بعصر سيدنا داود عليه السلام الذي قتل (جالوت) وأصبحوا خير أمة، ولكنهم عادوا للفساد وإفساد حياة الأمم، فغيروا سيرتهم التي كانوا عليها بعهد سيدنا داود وسليمان عليهما السلام. ومنذ ذلك الحين وحتى عام /1967/ ظل هذا الشعب خاسراً للقدس وخارجها تحت حكم ووصاية الدول ورعايتها. لقد بين تعالى في الآية السابقة، بأن الله قضى لهم في الكتاب، بأنهم سيفسدون في الأرض مرتين، ويعلون علواً كبيراً، أما وقد أشرنا وذكرنا شيئاً من فسادهم، إلا أننا لم نذكر عن إفسادهم شيئاً، لأننا نعلم أن كل فساد يتبعه الإفساد، إذ كل فاسد يحاول إفساد غيره ليكون له ذلك مبرراً أمام الله والناس بزعمه، فمن ذلك قولهم: {... اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ...} سورة العنكبوت(12). ذلك لأن الشيء لا يظهر بشكل واضح إلا بضده، فإذا وجدت فئة مؤمنة وأخرى كافرة، فإن سلوك الثانية يظهر بشعاً أمام سلوك الأولى، ونتيجة لهذا التفاضل يتولد الحسد والغيظ من قبل الكفار، وعندئذ يسعون لإفسادهم، لكي يزول ذلك التفاضل، ولكي لا ينكشف للناس زيفهم. وبالنسبة لبني إسرائيل عندما أصبحت نفوسهم خبيثة، ولكي لا يظهر للناس فسادهم، أو تقام عليهم الحجة يوم القيامة، بزعمهم، راحوا يسعون في الأرض الفساد، وقد تذرعوا بشتى الوسائل، لتبرير إفسادهم. لقد جاء في أسفارهم قصص كثيرة من الأساليب الملتوية، التي كانوا يتبعونها في سبيل الإفساد، فمن جملة الأساليب مثلاً ، استخدامهم للنساء، والمال، والفسق، ونشر الترف. والكثير من هذا الشعب كان ولا يزال، ينشر الفساد كلما سنحت له الفرص وواتته الظروف. لأنه كان يبغي جمع المال، والمال مادة الشهوات والفساد، لا يقتصر على الإغراء بالشهوات، وإنما يلحقها إفساد العقائد التي تدين بها الأمم أيضاً. وتلك المحاولات قد نلمسها في بعض كتب التفسير، وفي الأحاديث المدسوسة، وقد تمكن هؤلاء مع غيرهم من الداسين، أن يدسوا في الدين الإسلامي الشيء الكثير. ما يسمونه بالإسرائيليات كتلك الروايات التي تشوه سيرة أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم من أن يهودياً رهن عنده النبي الكريم درعه. ويهودياً سحره. ويهودية سممت النبي الكريم. فما دمنا نقول عليه السلام فلا يمكن أن يتسمم، أو يُسحر، أو يخدع، أو يفتقر مطلقاً، لأن السلام يعني الأمان من الله تعالى. كما قالصلى الله عليه وسلم (السلام أمان الله في الأرض) فأنّى لمخلوق أن يضرّه أو يذلّه والله مانع رسله. قال تعالى: {... وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ...} سورة المائدة (67). كما أنهم استطاعوا بالمساعي مع غيرهم، بهذه الدسوس وسذاجة من يتقبلها، أن يفرقوا الأمة الإسلامية، إلى شيع وأحزاب وطوائف كثيرة متناحرة. تلك لمحة موجزة عن فسادهم وإفسادهم، وعن علوهم وتدميرهم في المرة الأولى، أما في المرة الثانية من فسادهم الثاني في الأرض، فهو بيِّن لكل ذي عين، وما فساد أوربا، إلا من مكر المفسدين من هذا الشعب، وتمكنوا في فترة لا تزيد عن ربع قرن، بواسطة حبل من الناس الغربيين والشرقيين، وهم الذين أمدوهم، بأن يبسطوا نفوذهم على كامل فلسطين، وبعض الأراضي المجاورة لها، وكان عام /1967م/ أكبر علـو لهم، فقد أتموا سيطرتهم واحتلالهم لمدينة القدس:{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا}سورة الإسراء(7) :فيتم هلاك الكفرة الجاهلين منهم، على أيدي المؤمنين، ثم لا بدَّ وأن يؤمن الباقون منهم جميعاً، على يد سيدنا عيسى عليه السلام، بدلالة قوله تعالى ووعده: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} سورة النساء(159):هذا حتماً سيقع عمّا قريب، وأما آية جمْعهم بفلسطين: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}سورة الإسراء(104). وليست كلمة { الآخِرَةِ }: تعني يوم القيامة بل هي آخر فسادهم وكفرهم وذلك بعد تجمعهم، فقد وقعت، وقد اجتمعوا الآن بفلسطين. وقبل أن نختم هذا الشرط أو هذه العلامة الكبرى من علامات الساعة عن خروج بيت المقدس من أيدي المسلمين لليهود، حيث وقع ذلك عام /1967/ نود أن نتعرض للنقطة التالية: لقد ذكر لنا تعالى في كتابه الكريم، أن بني إسرائيل قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وباؤوا بغضب من الله، كما أنه كتب عليهم التشريد في الآفاق. وما دام الأمر كذلك، فلماذا أصبح لهم هذا الشأن؟. الحقيقة أن بني إسرائيل لا يزال مضروباً عليهم الذلة والمسكنة، ضمن حالتين كما ورد في الآية التالية: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} سورة آل عمران(112). الحبل الأول: هو حبل الله : أي تحت سيطرة أمم إسلامية. والحبل الثاني: وهو حبل الناس، يعني بأن الله لا يمد بني إسرائيل وهم على هذه الحال إلا عن طريق الناس من غير المؤمنين، وهؤلاء يسخرونهم لخدمة مصالحهم، وتنفيذ غاياتهم ومآربهم، على مبدأ فرِّق تسد. وهذا أمر واضح لكل ذي بصر بأن قيام دولة إسرائيل وبقاءها مرهون بحبل أمريكا وأوروبا. أما الغاية من تسليط هؤلاء وهؤلاء علينا من قبل الله تعالى، هي رحمته تعالى بنا، لعلنا نتعظ ونرجع إلى ديننا وإنسانيتنا، ونتوب إلى الله متاباً، بعد أن بلغنا من الفسق والضلال ما بلغنا. ولأننا دون غيرنا المعنيون والمكلفون بنشر الحق إلى العالم أجمع، ونحن الأمة الوسط الذين اختارنا الله، منذ أن بعث الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فينا، وهذا الرسول الكريم جاء ليكون علينا شهيداً، ونكون شهداء على الناس، ولكن بيان شهادة الحق للناس لا تكون إلا إذا أقمنا الصلاة، وحصلنا على الزكاة القلبية والطهارة. وهذه الصلاة لا تقام إلا إذا اعتصمنا بالله تعالى، وأصبح لنا الولي، دون دول الشرق والغرب. قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} سورة الحـج (78). وما لم نرجع عن غيِّنا، فإن الله جلت حكمته، سوف يظل مسلِّطاً علينا سوطاً من العذاب، ومَن يذيقنا كأس الذل والهوان:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} سورة الأنعام(129). أما العز، ونحن على ما نحن عليه، فهو محال، وما لم نتب توبة نصوحاً، ونرجع إلى ديننا، نحكم بما أنزل الله، فإن البلاء سوف لا يفارقنا، حتى يقضي الله بأمره. وهنالك قانون عام ساري: فالله يسلط الكافر على المؤمن العاصي، عله يتوب ويرجع إلى إنسانيته، فإن عاد واستقام، وللصلاة والزكاة أقام، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، سلَّطه تعالى بدوره على الكافر فيردعه، لعله يؤمن، فإن آمن، رفع عنه الذل. وأفعاله تعالى كلها خير بحق الجميع: {... وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}سورة آل عمران(26). وأما بنو إسرائيل، فقد سحبت منهم شهادة الحق للناس، منذ أن جاء السيد المسيح عليه السلام في المرة الأولى، ولولا كلمة سبقت من الله لقضي بينهم من بعد أن هموا بقتل السيد المسيح عليه السلام. وقد جاء في القرآن الكريم ما يبيِّن ذلك بعد ذكر طائفة من أنبياء بني إسرائيل ذكر تعالى قائلاً عن الأنبياء:{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء...}: اليهود {... فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا...}:العرب: {... لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } سورة الأنعام(89). وهذه الكلمة متوقف انتهاؤها على عودة السيد المسيح عليه السلام في المرة الثانية، فمن لا يستجيب له، فإن هلاكهم سيكون محققاً وكاملاً. وخلاصة القول: أن الله وعد بني إسرائيل إن لم يتوبوا ويستقيموا فيؤمنوا ويقدِّروا رسوله وعديْن: الأول: عند خروجهم من مصر، بقيادة الرسول الكريم موسى عليه السلام واستقرارهم في فلسطين، حين كانوا هداة مرشدين للبشرية، وبتطاول الزمن عليهم فسدوا وأفسدوا، وحادوا عن طريق الحق، فسلط الله عليهم بختنصر، فتابوا وعادوا للحق، تحت لواء سيدنا داود وسليمان عليهما السلام. الثاني: إذا جاء وعد الآخرة ( أي الوعد الثاني): {... فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} سورة الإسراء(104):من بعد هذا التشريد عند أمم الأرض، وهذا ما نلحظه في هذه الأيام، فقد اجتمعوا في فلسطين من جميع أنحاء المعمورة وأصبح المسجد الأقصى أسيراً عندهم والوقعة الثانية سيدخل المؤمنون مع السيد المسيح عليه السلام المسجدَ فاتحين. وهاكم تأويل الآيات في سورة الإسراء:{ وَقَضَيْنَا }: حكمنا وبيّنا:{ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ }:إن لم تدخلوا من باب موسى عليه السلام عليَّ، ولم تسيروا ضمن أمري:{ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ }:إن تركتم لا إۤله إلا الله، ملتم لغير الله، ما آمنتم بالله: ستميلون للدنيا، وتجعلون الناس يميلون إليها، سيكون هذا مصيركم. وتفسدون مرتين:{ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا } سورة الإسراء(4) : حيث أن قلبهم ممتلئ بالخبث. إن تباعدتم عن الله ولم تعظموه، سيقع بقلبكم حب الدنيا وستعلون بها:{ فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا }: سيكون هذا لكم: الفساد الأول:{ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ }: وقد فسدتم، وهذا وقع لمّا تسلّط عليهم (بختنصر):{ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ }: فجاؤوا لتأديبكم، وحصل لكم ما حصل:{ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً } سورة الإسراء(5): مفعولاً: أي وقع هذا وانتهى. هذا الخطاب لليهود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكّرهم الله بما جرى لهم. ثم تبتم ورجعتم والتجأتم، وعاهدوا فجاءهم سيدنا داود عليه السلام:{ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ }: بعصر داود عليه السلام، وانتصر سيدنا داود على العدو ورفع الله شأنهم، فأعطيناكم مالاً وأولاداً:{ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } سورة الإسراء(6): صار لكم مقامكم العالي، بتوبتكم وإيمانكم، فغدوتم بعهد سيدنا داود وسليمان عليهما السلام، خير أمة أُخرجت للناس، لأنكم كنتم تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله. الآن أرسلنا لكم محمداً صلى الله عليه وسلم ومعه القرآن، فخاطبهم تعالى:{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ }:الآن قد حصل لكم يا بني إسرائيل أولاً ما حصل، ولكن إن أحسنتم وآمنتم به، فتبتم ودخلتم من باب محمد صلى الله عليه وسلم عليَّ حوَّلت عنكم البلاء،خلصتم منه:{ وَإِنْ أَسَأْتُمْ }:ظللتم على ما أنتم عليه الآن من الفساد:{ فَلَهَا }: ستحصل لكم الثانية:{ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ }: الوقعة الثانية والأخيرة:{ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ }: ستستاؤون كما حصل لكم زمن (بختنصر) إذ سنرسل لكم هؤلاء المؤمنين، بقيادة السيد المسيح عليه السلام:{ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا } سورة الإسراء(7): لا يبقون لكم أثراً، بل يقطِّعونكم تقطيعاً. وهكذا فالله تعالى، يرسل على الإنسان إن فسد (ضربة) فيرجع إلى الله، فيعطيه الدنيا مرّة ثانية، فإن نكل، جاءه الهلاك ولا مفرّ منه:{ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ }:إن تبتم رفعت عنكم الشدائد، هنالك أناس كثر منهم سيؤمنون مع سيدنا عيسى عليه السلام عند ظهوره الآن:{ وَإِنْ عُدتُّمْ }:للمعارضات:{ عُدْنَا }:لتأديبكم. وهذه عامة لكل إنسان:{ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا }سورة الإسراء(8): تحصرهم: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ }: الذي أنزلناه على رسولنا في ليلة القدر:{ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }:للبشرية، أهدى وأقوم وأمثل طريق. خلقك تعالى للسعادة، لتعيش في الدنيا سعيداً، وفي الآخرة سعيداً.{ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ }: دنيا وآخرة:{ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ }: الصالح للإنسانية، المثمر له دوماً يؤتي أكله كل حين بإذن ربه، إذ لا شائبة فيه، لأن غايته بعمله وجه الله، ونتاج هذا العمل يديمه الله له، على الحرث والنسل إلى يوم القيامة، المؤمن حقّاً يعمل الصالحات، يرى السعادة في الأعمال الصالحة، الصلاة كلها وسائل للعمل الصالح، لتكون من أهل الإحسان:{ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }سورة الإسراء(9): لا نهاية ولا حد لهذا العطاء:{ وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ }:لكنك ستترك الكل، أنت لاهٍ في الدنيا فهل أنت مؤمن بالآخرة؟. لست بمؤمن ولا بمفكر بها، المؤمن ليس هذا عمله:{ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } سورة الإسراء(10): المؤمن بها حقاً يستقيم، فلا يشذ أبداً. </td> </tr> <tr> <td> </td></tr></table>