وقفت الصحافة العربية
والعالمية بصفة عامّة وقفة إكبار للأداء الرّائع والبطولي الذي أدّاه
أشبال سعدان أمام منتخب إنجلترا المرشّح الأوّل للفوز بكأس العالم وواحد
من أعرق المنتخبات في كرة القدم، ولم تجد الصحافة العالمية الكلمات
والمصطلحات التي تليق بالمستوى الذي قدّمه »الخضر« سهرة الثامن
عشر جوان، وهو المستوى الذي ذكّر العالم كلّه بملحمة »خيخون«
وأكّد أن الجزائر تمرض لكنها لا تموت.
واضطرّت وسائل الإعلام إلى
الاستنجاد بأوصاف تتداول في ميدان المعارك والحروب لإسقاطها على المنتخب
الجزائري، كما أجمعت الصحف العربية على أن رفقاء مطمور رفعوا رأس العرب
في المونديال وقدّموا مباراة ولا أروع ولا أبدع منها، هي من أحسن
المباراة في المونديال. واحتلّت صور اللاّعبين الجزائريين صدر الصفحات
الأولى للجرائد العربية، مثنية على الأداء الرّائع للجزائر أمام منتخب
عمالقة الكرة العالمية، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن المنتخب الإنجليزي
»المدجّج« بأرمادة من »المحاربين« الكبار، إلاّ أن المنتخب
الجزائري ورفقاء بلحاج كانوا الأقوى، والخطّة التكتيكية لسعدان كانت
الأفضل. ونقل الموقع الرّياضي الشهير »كورة« تحت عنوان »المنتخب
الجزائري كان سفيرا عربيا مشرّفا لبلاده ووطنه العربي«، وقال:
»وبعيدا عن كلّ شيء، فإن المنتخب الجزائري كان سفيرا عربيا مشرّفا
لبلاده ووطنه العربي، واستحقّ أن يظلّ حتى اللّحظة الأخيرة باقيا
في المونديال ومحتفظا بأمل التأهّل وإن كان رصيده نقطة واحدة ولا يزال
في المركز الأخير في مجموعته«.
وفي نفس الموقع، كتب
أحمد التيمومي: »الجزائر ترفع هامات العرب«، وقال: »أمام ما
يزيد عن 64 ألف متفرّج غصّت بهم مدرّجات ملعب غرين بوينت بمدينة
بريتوريا، قدّم المنتخب الجزائري واحدا من أفضل عروضه في السنوات
الأخيرة، وفرض نتيجة التعادل السلبي على نجوم المنتخب الإنجليزي في
المواجهة التي جمعت المنتخبين في ختام الجولة الثانية للمجموعة
الثالثة«، مضيفا: »أشبال الشيخ سعدان دخلوا اللقاء بعزيمة وثقة
بالنّفس رغم خسارتهم أمام سلوفينيا في الجولة الأولى بهدف لصفر، وظهر
زملاء القائد عنتر يحيى بصورة أكثر من رائعة على مدار شوطي اللقاء
الذي أداره الدولي الأوزبكي رافشان«.
وكتبت صحيفة »الشام«
السورية: »أن أبناء ثورة المليون شهيد لعبوا بإصرار وإرادة وعزيمة،
كما أنهم شرّفوا الكرة العربية واستحضروا ذكريات الفوز العظيم على منتخب
ألمانيا عام 1982«، وراح يسرد الصحفي أطوار المباراة بطريقة
بطولية: »مثلي مثل كلّ الملايين من العرب اجتاحتني موجة من الفرح
العارم للنتيجة الإيجابية التي حقّقها المنتخب العربي الجزائري
بتعادله المستحقّ والباهر مع المنتخب الإنجليزي العريق والمتعالي
عبر تاريخه مع كلّ فرق الدنيا، ولا غرو فالإنجليز أحد أسياد كرة
القدم العالمية، وبما أن الفرح قد غاب منذ زمن عن نفوسنا جاء هذا
الردّ مثل ضوء بدّد غياهب الظلام الطويلة. لقد كان المنتخب
الجزائري في الموعد، فأبناء الشيخ رابح سعدان أسفروا عن وجههم
الحقيقي، وأبناء ثورة المليون شهيد لعبوا بإصرار وإرادة وعزيمة، كما
أنهم شرّفوا الكرة العربية واستحضروا ذكريات الفوز العظيم على منتخب
ألمانيا عام 1982.. فمن المحيط إلى الخليج يمكن أن ترى الفرح
العفوي على محيا العيون العربية الحالمة بسنا بارق يزرع فيها الأمل
والحبّ والرّغبة بغدٍ أفضل«. وأضاف الكاتب: »تبقى الكلمات عاجزة
عن الإحاطة بهذا الطوفان من السعادة، والذي نرجوه تتويجا في
منازلتنا القادمة مع الولايات المتّحدة الأمريكية، ولا أظنّ أنني
سأبتعد عن الحقيقة إذا قلت إن هذه النتيجة الجيّدة كانت ثمرة الحماسة
الوطنية والشحن المعنوي، فبورك في منتخب العرب الذي شرّفنا«.
ومن جهتها، احتفت الصحف
الفرنسية بالمنتخب الجزائري بعد تعادله مع المنتخب الإنجليزي، فقالت
مجلّة »فرانس فوتبول« إن الجزائر عادت بقوّة إلى المونديال بعد
تعادلها مع المنتخب الإنجليزي »المثير للشفقة«. وأضافت: »المنتخب
الإنجليزي لم يثبت للأميرين هاري ووليام (حفيدا ملكة بريطانيا)
أنه قادر على إثبات تفوّقه المزعوم على محاربي الصحراء«.
وبدورها، اعترفت الصحف
الإنجليزية بقوّة المنتخب الجزائري وضعف فريق بلادهم أمام صرامة
»الخضر«، كما تفرّغت الصحف لانتقاد المهاجم واين روني الذي كان
خيالاً للهدّاف الذي أرعب المدافعين في الموسمين الماضيين في
إنجلترا وأوروبا، خصوصا وأن مهاجم مانشستر يونايتد عبّر عن سخطه من
صفير الاستهجان الذي صدر من الجماهير. أمّا »ذي صن« الواسعة
الانتشار فكتبت: »لا مكان للأعذار، كانت الأمور سيّئة للغاية«،
وأضافت الصحيفة: »اكتئاب، تفكّك، أوقات عصيبة، ملل.. شكرا
إنجلترا. لا عجب من صيحات الاستهجان من قِبل جماهيرك في الليلة
الماضية«، وعنونت »ذي تايمز«: »إنجلترا البائسة في نقطة
اللاّ عودة«، واعتبرت »دايلي تيليغراف« أنه على كابيلو إعادة
هيكلة فريقه كي يستعيد لامبارد وروني »الكئيب« مستواهما، قبل
المباراة الأخيرة في المجموعة أمام سلوفينيا. وكتبت »دايلي
ميرور« عن لاعبي فريقها الذي واجه الجزائر في مدينة »كايب
تاون«: »مهرّجو كايب«، وأضافت: »عهد كابيلو الواعد اقترب من نهاية
ممتلئة بالخزي والعار«. كما خسرت الجزائر امام الولايات المتحدة لكن بوجه مشرف فهي الاحق و الاجدر بتاهل الى كاس العالم لا مصر و لا غيرها نحبك بلادي
و اقول لكم جزائرية و افتخر ارايتم الر صاصة تسال القتيل