ليلة القدر وعلاماتها
يحيى الزهراني
أضيفت
بتاريخ : 27 - 11 - 2002 نقلا عن : خاص بإذاعة طريق الإسلام نسخة للطباعة
أرسل لصديق
القراء: 266723
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي
أنزل
القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في
تلك
الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر
الميامين ..
أما بعد
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية
على غيرها من الأمم بخصائص
، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها
الرسل وأنزل لها الكتاب
المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في
ليلة مباركة هي خير
الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ،
ليلة العبادة فيها هي
خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة
وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة
القدر مبيناً لنا إياها في سورتين
قال
تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما
ليلةُ
القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح
فيها
بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
وقال تعالى في
سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها
يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }
سبب تسميتها بليلة القدر
قال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر
وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر
فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك
العام ، وهذا
من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة
فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (
من قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
علامات ليلة
القدر
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة
وعلامات لاحقة
العلامات المقارنة
قوة الإضاءة والنور في تلك
الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر
بعيداً عن الأنوار
الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من
المؤمن ، فإنه يجد راحة
وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما
يجده في بقية الليالي
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها
عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة
في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
أن الانسان يجد
في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة
أن
الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية
الأيام
، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول
الله
صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم
فضائل
ليلة القدر
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه
في ليلة القدر }
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة
مباركة }
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى {
فيها يفرق كل أمر حكيم }
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال
تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض
بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل أمر }
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة
وأعمال الخير والبر ، وتكثر
فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان
فيها إلى ما كان يخلص في غيرها
فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى
مطلع الفجر }
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند
الله عز وجل ، قال
صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً
واحتساباً غفر له ما
تقدم من ذنبه ) - متفق عليه
وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الشيخ / يحيى الزهراني