تأهل الإسباني رافايل نادال المصنف ثانياً في البطولة إلى المباراة
النهائية من بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى لكرة
المضرب، إثر فوزه على البريطاني أندي موراي الرابع 6-4 و7-6 (8-6) و6-4 في
نصف النهائي يوم الجمعة.
ويلعب نادال، بطل 2008، في النهائي الأحد مع التشيكي توماس برديتش الثاني
عشر الذي أقصى الصربي نوفاك ديوكوفيتش الثالث 6-3 و7-6 (11-9) و6-3.
وبلغ نادال النهائي في ويمبلدون للمرة الرابعة على التوالي وتوج مرة واحدة
قبل عامين لكنه لم يستطع الدفاع عن لقبه العام الماضي بسبب الإصابة التي
أرغمته على الابتعاد فترة طويلة أجرى خلالها عمليتين في الركبة.
ويطمح نادال (23 عاماً) إلى استعادة اللقب وإلى تحقيق ما استطاع تحقيقه
عام 2008 عندما أحرز اللقب على رمال رولان غاروس وعلى أعشاب ويمبلدون،
وكما فعل من بعده غريمه التقليدي السويسري روجيه فيدرر في العام التالي
والذي خرج من ربع نهائي النسخة الحالية.
طول انتظار
وثأر نادال لخسارته في المواجهتين السابقتين مع موراي في البطولات الكبرى،
وهزمه في عقر داره وحرمه بالتالي من أن يكون أول بريطاني يعتلي منصة
التتويج منذ 74 عاماً بعد فريد بيري عام 1936.
ومنذ البداية، لم يمنح نادال منافسه أي فرصة للتحكم بمجريات المباراة وقطع
عليه الطريق عند نصف النهائي للمرة الثانية وأطال الانتظار البريطاني بعد
أن عزز موراي الأمل على ضوء نتائجه الكبيرة في الأدوار الأولى وترنح
الإسباني فيها، خصوصاً أنه أصبح الأوفر حظاً بعد خروج حامل اللقب السويسري.
لكن نادال الذي لا يعتبر اختصاصياً على الملاعب المعشبة، جعل خصمه، من
خلال انقضاضه القوي وتقدمه إلى الشبكة، حائراً ومتردداً في صد الكرات،
الأمر الذي لا يساعد كثيراً من يستسلم له خصوصاً على هذه الأرضية السريعة
جداً.
وقال نادال: "إنه لاعب ممتاز ويستحق أن يفوز ببطولة كبرى. أنا متأكد أن
ذلك سيحصل يوماً ما"، ورد موراي: "لا أعتقد بأني لعبت مباراة سيئة، لكنه
(نادال) لعب بشكل جيد جداً وكان ممتازاً في كل شيء".
وتبدو كفة نادال، الذي عبر عن فرحته بالفوز قائلاً: "4 نهائيات هنا، هذا
أكثر مما أستطيع تخيله"، راجحة لتحقيق هذا الطموح خصوصاً أنه تغلب على
التشيكي في المواجهات الست الأخيرة التي جمعت بينهما، وهو الآن في قمة
مستواه رغم بدايته الصعبة في البطولة الحالية.
وسبق أن التقى اللاعبان 10 مرات فاز نادال في 7 منها وخسر ثلاثاً أمام
التشيكي (24 عاماً) الذي تأهل إلى المباراة النهائية لإحدى البطولات
الأربع الكبرى للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية بعد أن جرد فيدرر من
اللقب بفوزه عليه في الدور السابق.
ويؤكد فوز التشيكي على ديوكوفيتش أن تفوقه على فيدرر في ربع النهائي لم
يكن مجرد صدفة أو ضربة حظ، وهو يدين بذلك إلى قوة ضرباته اليمينية
وإرسالاته العالية والقوية بسبب طول قامته (1.96 م).
وبات برديتش أول تشيكي يخوض نهائي بطولة ويمبلدون منذ 23 عاماً بعد إيفان ليندل.
وبدأ تفوق برديتش على منافسه يتوضح في الشوط السادس من المجموعة الأولى
عندما كسر إرسال الصربي وأنهاها 6-3، قبل أن تزداد المواجهة شراسة في
المجموعة الثانية التي انتهت بشوط فاصل.
وسنحت الفرصة لديوكفويتش لإحداث تحول في المباراة عندما عاد من بعيد في
الشوط الفاصل بعد أن كان متخلفاً 2-6 واستطاع إدراك التعادل 6-6، لكنه لم
يلتقط الفرصة وخسر في النهاية 9-11.
ولم يصمد ديوكويفتش، بطل أستراليا 2008، في المجموعة الثالثة وخسر إرساله
مرة جديدة فخسرها كما الأولى 3-6 والمباراة، وفشل بالتالي للمرة الثانية
في تخطي نصف النهائي بعد أن انسحب في المرة الأولى أمام نادال عام 2007.