لا أعلم ما هو الطهر

لا أعلم ما هو الطهر

حتى اكتوى فؤادي بتلك المتأججة أنوثة وكبرياء

وعلقتني بروحها

وأخذت مني نصيباً لها

اتفقت وإياها على موعد مع العشق والهيام



فاختصرت أرضها أمامي لذة سني العمر

التي ارتحلت وما سيأتي منها

وأنا أهرول في عالمها

أود أن أرتوي عشقاً من بحارها

وكلما ارتوت روحي منها


ازداد عطشي إليها
لا أعلم كيف أعطيها تعريفاً

لا بل لا أعرف أن أختصرها

هي كون اقترن مع ما يعيشه البشر

لذا أحتاج إلى أعمار كي أجاريها

ذات يوم


أخذت يدها ووددت أن أخطفها

من ثوانيها ولحظاتها

وتركت خلفي تلك الأوقات تبكي

وتصيح اسمها

كأنها لا تود أن تفارقها

أحسست حينها أن يدها ماء طاهر

قربته من فمي فنهمت

منه حتى ثملت عشقاً

أخذتها إلى البحر


على رغم أنه يستحي مجاراتها

ووقتها كانت السماء ملبدة بالغيوم

وكأن القدر أراد للشمس أن تتوارى خجلاً

من نورها الذي أضاء من وجنتيها

وضعتها أمامي على قاربي الصغير

وبدأت أعوم في أمواج عينيها

وأحكي لموج البحر ما لموجها

من سحر أذاب روحي

وأخذ بلب عقلي

عيني بين عينيها وجبينها


كانت تسافر

وترتحل بصمت علها تقدر على احتوائها

ولكنها بكت غير قادرة على وضعها

في برواز لا يفارقها

إذ إن كل ما فيها يحكي ملحمة من خيال

حينها قررت أن أهذي

فتهذي معي

عل ذاكرتي تحفظ منها ما يبل عطش روحي

ولكنها جوبهت بدرر لا تستوعبها العقول

فهي أبعد بكثير من قدرات البشر

هي أبلغ من تفاصيل المكان

طلبتها قبلة علني على الأقل أنعم بقليلها


الذي أعده غاية من غاياتي

وحين أغمضت عيناي أقبلها

ارتعبت شفتاي من وجنتان تذيبان القلوب

تباً لكل شاعر تغزل بغيرها

وأقسم أن مجنون ليلى

وعنترة عبلة

لم يريا جمالاً كما رأت عيني

إلهي أي مخلوقة هذه التي أسرتني


وعدت وإياها والسماء قد فتحت روحها

ماء تطهر بجسدها واغتسلت الأرض بما نعمت به

من بقايا المطر

حبيبتي

أنتِ النساء أنتِ أنوثة الأرض

وسواكِ يعشن من فتاتكِ

وحين ودعتها أشارت إلي واستوقفتني قبل الرحيل

وهمست في أذني وأمرتني أن أغمض عيناي

وحين فعلت رسمت على وجنتي قبلة

كلما تحسست مكانها

كان لها فعل السحر بروحي وجسدي

أقسم أنها طهر يتطهر به الطهر..
.........
....