موضوع: صرخات غزة المحاصرة يجيبها الصدى الأربعاء 1 ديسمبر 2010 - 20:46
صرخات غزة المحاصرة يجيبها الصدى
رغم اشتداد وطأة الحصار الخانق على قطاع غزة، ورغم صرخات الأطفال ومناشدات النساء وآهات الجرحى والمرضى الذين فاضت أرواح ما يزيد عن الـ 260 منهم جراء حرمانهم من حقهم الطبيعي في تلقي العلاج، إلا أن الشعوب العربية والإسلامية لم تزل في سباتها العميق، مستسلمة لمشاهد الوجع والمعاناة التي تبث عبر الفضائيات، وكأنها استعذبت صراخنا وعويلنا، وكأن العيش قد طاب لها على وقع العذابات غير المتناهية التي يحياها مليون ونصف المليون عربي فلسطيني.
إن كانت الأنظمة العربية والإسلامية في دائرة الاتهام بالتقصير والعجز وإن شئت قل المؤامرة، فإن هذه الدائرة اتسعت كثيراً وباتت تشمل الشعوب والمنظمات وقادة الرأي العام في المجتمعات العربية والإسلامية وأمناء الأحزاب والتجمعات الشعبية؛ فالكل بات سواء في الصمت على ذبح أهالي قطاع غزة، وكأن الشعوب قد أصابها برود الأنظمة، وفقدت الحمية والغيرة على الأشقاء الفلسطينيين، وهنا لا يسعنا، سوى القول، هنيئاً للأنظمة التي نجحت في ترويض الأحرار والشعوب اللاهثة وراء البحث عن لقمة العيش المغمسة بالذل.
ويحز في النفس أن تنبري مجموعة من الأجانب لكسر الحصار الجائر المفروض على مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، متحدين سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومتجاوزين كل الصعاب والعراقيل والأخطار التي قد تحدق بهم في عرض البحر الأبيض المتوسط، فيما يغط أكثر من مليار مسلم في مشارق الأرض ومغاربها في سبات عميق، مستسلمين لمشاعر الخوف الذاتي التي شبوا عليها، ورافعين الراية البيضاء أمام اليأس والإحباط.
ولئن شُغل أهل الأرض بالتفكير في رغد العيش والحياة المرفهة، فإن أهالي غزة يجهدهم تأمين الحد الأدنى للحياة الآدمية، ومع ذلك، ليس وارداً في حسبانهم مقايضة الحقوق والمقدسات بثمن بخس متمثلاً في حياة رغيدة في ظل احتلال بغيض، فكما يقول المثل "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها"، ولمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد خير عبرة وعظة في تاريخ غزة الحافل بكل معاني العزة والشموخ والتحدي.
ومع أن كل المؤشرات تدل على فشل الحصار في تحقيق الأهداف المعقودة عليه، كإخضاع حركة حماس ودفعها لتقديم التنازلات المرضية للرباعية الدولية المحابية لإسرائيل، وإثارة أهالي القطاع على الحركة وفضهم عنها، إلا أن (إسرائيل) تواصل انتهاجه كوسيلة ضغط وإيذاء لا تعكس سوى إفلاس خياراتها الأخرى، كما أن استمرار مراهنة صناع القرار الإسرائيلي على الحصار تعكس حقيقة المأزق الذي تحياه الدولة العبرية.
يبدو أن العتب على الأمة العربية والإسلامية في غير محله، طالما أن الرئيس الفلسطيني ذاته غير مكترث بمآسي غزة المتلاحقة، وربما يكون معذوراً في ذلك؛ فهو مشغول حتى أخمص قدميه في إسعاف مفاوضات التسوية التي دخلت غرفة الإنعاش دون أن تتمكن من تحقيق وعد الرئيس المنصرف عما قريب جورج دبليو بوش بإقامة دولة فلسطينية على الطراز الأمريكي الحديث، لذا فجدول أعماله لا يتسع لسفاسف الأمور من قبيل إنقاذ مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة.
أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ومدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة جون كينج، طالبا (إسرائيل) بفتح معابر قطاع غزة المغلقة منذ أكثر من أسبوعين، لكن الرئيس الفلسطيني لم يصدر عنه شيء حتى اللحظة، ولم يطلب اجتماعاً عاجلاً مع رئيس وزراء الاحتلال المستقيل ايهود اولمرت، وكان مأمولاً منه التركيز على معاناة أهالي القطاع خلال كلمته في حفل افتتاح مؤتمر فلسطين للاستثمار في نابلس، لكن الأمل خاب كالمعتاد.
إن التحرك المطلوب من الشعوب العربية والإسلامية وأصحاب الضمائر الحية في العالم من شأنه مد أهالي غزة بجرعات معنوية تعينهم على مواصلة التحدي والصمود، كما من شأنه فضح الجهات المحاصرة لأهالي قطاع غزة.
Ć.ŖŎήaĻđo المـــــــــــديــــر
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 26849نــقـــ ــاطـ ✿ : 30466تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 26/10/2009عــ ــمركـ ✿ : 32المـوقـــــ ع ✿ : في الجنة ان شاء اللهمــزاجــ ـكـ ✿ : غير مرتــــــــــــــــــــــــــاح
موضوع: رد: صرخات غزة المحاصرة يجيبها الصدى الخميس 2 ديسمبر 2010 - 11:01