تعيش الجزائر منذ أيام تحت وقع
مظاهرات و احتجاجات متزايدة يوما بعد يوم توشك أن تؤدي بالبلاد إلى فوضى
عارمة ستكون لها عواقب وخيمة على الأمن العام و السلم الاجتماعي. هذه
الاحتجاجات انطلقت من حي في الجزائر العاصمة و توسعت إلى أحياء كثيرة فيها
ثم انتقلت إلى غرب البلاد و شرقها و هي تتجه نحو الجنوب دون أن تفعل
السلطات الحاكمة شيئا غير استعمال قوات القمع التابعة للاجهزة الامنية و
التي لا مناص لها من الاستعانة بالجيش اذا تواصلت الاحتجاجات. ما جدوى وجود
مؤسسات الدولة الاخرى في هذا النظام. ماذا تفعل مؤسسات الرئاسة و مجلس
امتها و الحكومة و برلمانها و وزاراتها و المجالس المحلية و منظمات المجتمع
المدني و الاحزاب السياسية الموظفة لدى وزارة الداخلية على حساب خزينة
الدولة؟ ما جدوى وجود هذه المؤسسات إذا كان المواطن كلما طالب بحقوقه
السياسية أو المدنية أو الاجتماعية وجد أمامه اعوان الشرطة و الدرك و
المخابرات و الجيش؟ لصالح من يتم تكريس المواجهة المباشرة بين الشعب
الجزائري و مؤسساته المسلحة المكلفة بحمايته دستوريا و منطقيا؟ هذا سؤال آن
للجميع ان يفكروا فيه و يحاولوا الاجابة عنه من موقع المواطنة بعيدا عن
الحماس و الانانية و الانتهازية قبل ينخرطوا في مشروع التدمير الذاتي الذي
يستهدف الجزائر في كيانها