M.MEGHNI المـــــــــــديــــر
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 10732 نــقـــ ــاطـ ✿ : 11395 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 23/12/2009 عــ ــمركـ ✿ : 32 المـوقـــــ ع ✿ : https://soufstar.ahlamontada.net/
| موضوع: العذاب ليس له طبقة الجمعة 8 أبريل 2011 - 16:00 | |
| العذاب ليس له طبقة
مقال جدآ رائع من روائع الدكتور مصطفى محمود
العذاب ليس له طبقة
الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط
و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.
و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.
و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.
و الملك الذي يملك الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.
و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.
إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.
و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.
و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات
و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.
و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.
أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.
و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.
(من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له)
| |
|
شمعة المحبة الــمميزيــن
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 3739 نــقـــ ــاطـ ✿ : 3762 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 05/04/2011 عــ ــمركـ ✿ : 28 مــزاجــ ـكـ ✿ : في اتم معنى الكلمة
| موضوع: رد: العذاب ليس له طبقة الإثنين 11 أبريل 2011 - 22:07 | |
| وليس عذاب ان رفعت قلمي ورديت على موضوعك فشكراااااا | |
|
اللغــــ الصامت ــــــم مــــشرف
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 9415 نــقـــ ــاطـ ✿ : 9914 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 17/11/2010 عــ ــمركـ ✿ : 34 المـوقـــــ ع ✿ : El-oued@Debila مــزاجــ ـكـ ✿ : زهواني للاخرنموت عن الضحك هههههههههههههههههه
| موضوع: رد: العذاب ليس له طبقة الإثنين 11 أبريل 2011 - 23:27 | |
| شكرا على موضوعكشكرا على موضوعك | |
|
Přïsǿŋér Spïřït نــــــائب المديـــــر
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 16672 نــقـــ ــاطـ ✿ : 19896 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 17/03/2010 عــ ــمركـ ✿ : 33 المـوقـــــ ع ✿ : https://soufstar.ahlamontada.net/ مــزاجــ ـكـ ✿ : المزح
| موضوع: رد: العذاب ليس له طبقة السبت 18 يونيو 2011 - 13:02 | |
| | |
|
faical مــــشرف
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 2572 نــقـــ ــاطـ ✿ : 2628 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 31/03/2010 عــ ــمركـ ✿ : 29 المـوقـــــ ع ✿ : VIVA LALGERE مــزاجــ ـكـ ✿ : مش عارف
| موضوع: رد: العذاب ليس له طبقة الأربعاء 29 يونيو 2011 - 12:30 | |
| | |
|
Ć.ŖŎήaĻđo المـــــــــــديــــر
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 26849 نــقـــ ــاطـ ✿ : 30466 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 26/10/2009 عــ ــمركـ ✿ : 32 المـوقـــــ ع ✿ : في الجنة ان شاء الله مــزاجــ ـكـ ✿ : غير مرتــــــــــــــــــــــــــاح
| موضوع: رد: العذاب ليس له طبقة الأربعاء 29 يونيو 2011 - 14:01 | |
| | |
|