نْ أيِّ بَابٍ مِنَ الأبْوَابِ أدْخُلُهَا
ضَجَّ السُؤَالُ بِصَدْرِي كَيْفَ أَسْأَلُهَا
وَ هَلْ تُجِيبُ نِدَاءَ عَاشِقٍ كَلِفٍ
وَ هْيَ السَّجِينَةُ قَيْدُ الظُّلْمِ كَبّلَهَا
كَيْفَ السَّبِيلُ لِأرْضٍ عَزَّ مَقْصَدُهَا؟
طُوبَى لِمَنْ زَارَهَا يَوْمًا وَ قَبَّلَهَا
نَادَتْنِيَ القُدْسُ أُدْخُلْ أرْضَ مَنْ عَشِقُوا
هَذَا التُّرَابَ فَضَمَّتْهُمْ لَهَا وَلَهَا
أرْضٌ يُبَارِكُهَا الإلَهُ بِوَحْيِهِ
مَهْدُ الرِّسَالاَتِ وَ التَّارِيخُ سَجَّلَهَا
مِنْ عَهْدِ "عِيسَى" إلَهُ الكَوْنِ خَلّدَهَا
بُشْرَى لِسَاكِنِهَا بُشْرَى لِدَاخِلِهَا
"حِطِّينُ" تَشْهَدُ أنَّ النَّصْرَ حَالَفَنَا
لِلْقُدْسِ مَجْدٌ وَ تَاجُ العِزِّ كَلّلَهَا
سَلْ قبَّةَ الصَّخْرَةِ العُظْمَى بِقِيمَتِهَا
مَسْرَى النَّبِيِ إِمَام الرُّسْلِ أفْضَلَهَا
أسْرَى بِهِ اللهُ لَيْلاً كَيْ يَطُوفَ بِهَا
فَكَانَ خَيْرَ رَسُولٍ كَانَ أكْمَلَهَا
مُذْ حَازَهَا "عُمَرُ الخَّطَابِ" فَاتِحُهَا
عَمَّ السَّلاَمُ لَهُ "البَطْرِيرُ" سَلَّمَهَا
لِلهِ دَرُّكَ مِنْ بَيْتٍ لَهُ شَرَفٌ
نَالَ الرِّيَادَةَ تَقْوَى اللهِ أصَّلَهَا
يَا سَارِيًا لِدِيَارِ القُدْسِ مُنْفَرِدًا
إلَيْكَ أَشْكُو جِرَاحًا لَسْتَ تَجْهَلُهَا
أدْرِكْ بِخَيلِكَ خَيْلَ اللهِ مَقْدِسَنَا
ظُلْمُ اليَهُودِ بُيُوتَ اللهِ أقْفَلَهَا
يَا مَسْجِدَ القُدْسِ مَا زَالَتْ ضَمَائِرُنَا
تَرْنُو إلَيْكَ بِعَيْنٍ لاَ نُحَوِّلُهَا
مَا زِلْتَ قِبْلَتَنَا فِي كُلِّ آوِنِةٍ
نَبْغِي الشَّهَادَةَ حَقًّّا لاَ نُؤَجِلُهَا
أرْوَاحُنَا هِبَةٌ لِلْقُدْسِ نَدْفَعَهَا
طَوْعًا نُقَدِّمُهَا خُلْدًا نُفَضِّلُهَا
القُدْسُ رَايَتُنَا فِي كُلِّ مَعْرَكَةٍ
بَيْنَ الألُوفِ،وَ لَسْنَا اليَوْمَ نُهْمِلُهَا
وَ القُدْسُ قِبْلَتُنَا فِي كُلِّ عاصفة
لَنْ تَهْزِمَ العَزْمَ آلاَفٌ بِأَكْمَلِهَا
نَحْنُ الحُتُوفُ لأَجْلِ القُدْسِ نَقْتُلُهُمْ
لِلّهِ آخِرُهَا ، لِلّهِ أوَّلُهَا
لاَ تَبْكِ مَنْ مَاتَ بِالعِزِّ الذِي نَشَدَا
فَهْوَ الشّهيدُ يُنَادِي الخَلْقَ أكْمَلَهَا
يَا أيُّهَا الشَّعْبُ: قُمْ لِلْقَيْدِ نَكْسِرُهُ
بِالعِزّ نَحْيَا وَ ذِي الأمْجَادُ نَكْفِلُهَا
فَأصْدَقُ الخَلْقِ مَنْ ضَاقَتْ جَوَانِبُهُ
بِحُبِّ أرْضٍ،بِطُهْرِ الرُّوحِ غَسَّلَهَا
نَالَ الشَّهَادَةَ حِينَ مَاتَ مُبْتَسِمًا
يَسْقِي المُعَادِينَ كَأْسَ المَوْتِ أثْقَلَهَا
أرْوَاحُنَا خُلِقَتْ مِثْلَ النَّسِيمِ وَ لاَ
لاَ نَرْتَضِي أبَدًا قَيْدًا يُغَلِّلُهَا
إنَّ الدِّمَاءَ التِي سَالَتْ بِحُمْرَتِهَا
صَانَتْ حِمَانَا مِنَ الأعْدَاءِ أَبْسَلَهَا
قَدْ حَرَّرَتْ وَطَنًا زَادَ الوَرَى شَرَفًا
وَ ألْهَمَ الخَلْقَ أفْكَارًا وَ أَصَّلَهَا
يَا شَاعِرَ الحَرْفِ إِنَّ الحَالَ مُنْقَلِبٌ
نَشْكُو إلَيْكَ مُعَانَاةً نُعَلِّلُهَا
أدْرِكْ بِحَرْفِكَ حَرْفَ الحَقِّ مَقْدِسَنَا
إنَّ اليَهُودَ غَدَوْا لِلْبَيْتِ مِعْوَلهَا
وَ هَبْ لَنَا مِنْ جَمِيلِ الصَّبْرِ مَا اعْتَصَمَتْ
هَذِي القُلُوبُ وَ نَصْرُ اللهِ كَلَّلَهَا
يَا وَاهِبَ الصَّبْرِ إِنَّ الصَّبْرَ يُفْزِعُهُ
هَوْلُ الدَّمَارِ وَ طَيْفُ المَوْتِ ظَلَّلَهَا
كَمْ مِنْ شَهِيدٍ أنَاءَ اللَّيْلِ نَفْقِدُهُ
وَ فِي النَّهَارِ رُمُوشَ المَوْتِ نَسْبِلُهَا
يَا بَيَتَ مَقَدِسِنَا هِمْنَا وَ أحْسَبُنَا
أنَّا نُفِينَا عَنِ الأوْطَانِ أكْمَلِهَا
إِنَّا اغْتَرَبْنَا كَأَنَّا الوَافِدِينَ عَلَى
هَذِي البِلاَدِ وَ هُمْ فِي الأَرْضِ أَفْضَلَهَا
هَا قَدْ تَمَادُوا وَ نَبْعُ الظُّلْمِ يَدْفَعُهُمْ
مَنْ لِلْبُيُوتِ وَ مَنْ يُوقِفْ جَحَافِلَهَا
إنَّ البُيُوتَ فَنَتْ حُزْنًا وَ قَدْ لَبِسَتْ
ثَوْبَ الحِدَادِ سَوَاد الثَّوْبِ كَحَّلَهَا
حَطِّمْ بِفَأْسِكَ جِذْعَ العَجْزِ مُنْتَقِمًا
مِنَ الخُضُوعِ لِأَنَّ العَجْزَ أخْجَلَهَا
هُمْ أشْعَلُوا النّارَ فَاجْعَلْهُمْ لَهَا حَطَبًا
وَ جَرَّدُوا السَّيْفَ كُنْ فِي الحَرْبِ أبْسَلَهَا
حُيِّيتَ يَا قُدُسِي حُيِّيتَ يَا وَطَنِي
حُيِّيتَ يَا سَكَنِي شَوْقًا أُحَمِّلُهَا
عَسَى الإلَهُ بِوَعْدِ النَّصْرِ يُسْعِفُنَا
فَهْوَ النَّصِيرُ وَ أَرْضُ القُدْسِ يَكْفِلُهَا
مَتَى أرَاهَا بِلاَ حُزْنٍ يُؤَرِّقُهَا
أَمْنٌ مَرَابِعُهَا، خُضْرٌ خَمَائِلُهَا
هِيَ الجِنَانُ بِلاَ رَيْبٍ سَأَدْخُلُهَا
فَالوَعْدُ مِنْهَا بِأَنْ أجْنِي سَنَابِلَهَا
وَ أنْ أُصَلِّي صَلاَةَ النَّصْرِ مُفْتَخِرًا
فِي مَسْجِدِ القُدْسِ تَكْرِيمًا لِمَنْهَلِهَا
المَجْدُ لِلْقُدْسِ، إِنَّ القُدْسَ مَوْطِنُهُ
مَجْدُ العُرُوبَةِ فِي الأَمْجَادِ أوَّلّهَا
أبْلِغْ سَلاَمِي لِأَرْضِ القُدْسِ قِبْلَتنَا
مَا هَبَّ رِيحٌ وَ قَطْرُ الغَيْثِ بَلَّلَهَا
_________________
مساعيك في نحر العدو سهامُ
وَرَأْيُكَ في هَامِ الضَّلالِ حُسامُ
ولمحك يردي القرن وهو مدججٌ
وذكرك يثني الجيش وهو لهامُ
كأنَّكَ لا تَرْضَى البسيطة َ مَنْزِلاً
إذا لم يُطَنِّبْهُ عَليكَ قَتامُ
كأنك خلت الشمس خودا فلم يزل
يُقَنِّعُها بالنَّقْعِ منكَ لِثامُ
وقد يحسبون السلم منك سلامة
ورب منام دب فيه حمامُ