انشطة فنية ، ثقافية ورياضية تمرّر الوقت بسرعة
عرّفت دراسة أسترالية صادرة حديثاً عن "مركز حقوق الإبتكار والطفولة المبكرة" في جامعة"ويسترن" بسيدني وقت فراغ الطفل بـ "الوقت الحر المتبقّي من دورة الحياة اليومية له بعد الإنتهاء من أداء التزاماته الحياتية ، بحيث يكون له حرّية قضائه كيفما يريد ." ويعتبر استثمار وقت الفراغ في خلال شهر رمضان عاملاً هاماً في إكساب الطفل الخبرات الإيجابية التي تساعده على نمو شخصيته .
كيف يمكن استثمار وقت فراغ الطفل في شهر رمضان ؟
قسم المتخصّصون التربويون اهتمامات الأطفال في الفئة العمرية المتراوحة بين 6 و12 عاماً حسب الجنس ، وحدّدوا اهتمامات الصبيان بالألعاب التي تحتاج إلى قدرات عضلية أو إلى مجهود بدني شاق كالجري والقفز ولعب الكرة ، وتلك العائدة إلى البنات بالمهارات المرتبطة بالعضلات الدقيقة كالرسم والحياكة والتلوين والتشكيل بالطين .
أنشطة مفيدة وتساعد هذه الأنشطة على استغلال وقت الطفل الصائم الحرّ:
1- الأنشطة الثقافية: تحسّن قدرات الطفل في إدراك ذاته وفهم من حوله وتنمّي الجوانب الدينية والنفسية والإجتماعية. وللثقافة المعرفية المكتسبة في خلال الشهر الفضيل مصادر عدّة ، أبرزها:
التعلّم الذاتي: تعدّ الأسرة أوّل مؤسسة تربوية تتعهّد الطفل بالرعاية وتساعده في تكوين عاداته وتشكيل ميوله . ولقد أشار خبراء التربية إلى دور الوالدين في إكساب الطفل اللبنة الأولى لخبراته المعرفية في مرحلة طفولته المبكرة . فالأطفال الذين تتجاوز أعمارهم السادسة يسألون عن فضائل الصيام ولماذا الصوم في شهر رمضان دون غيره من الأشهر ، ويجدر بالوالدين الإجابة عن هذه الأسئلة لإشباع رغباته الإستطلاعية ، وهو ما أطلق عليه العلماء بـ «التعلّم الذاتي».
القراءة: يجدر بالوالدين تدريب طفلهما على القراءة والإستفادة منها في تنمية المهارات العقلية والميول الإستكشافية. فالقراءة تعدّ أداة توجيه وإعلام وتشكيل لثقافة الطفل المعرفية.
برامج التلفاز: يُعدّ التلفاز وسيلة جذّابة ومشوّقة لاستغلال ساعات الصوم الطويلة في خلال شهر رمضان ، كما نقل الخبرات الواقعية وإشباع خيال الطفل المعرفي . وفي هذا الإطار ، ينصح الباحثون بأهمية مشاركة الوالدين طفلهما مشاهدة التلفاز واختيار البرامج الهادفة التي تعزّز القيم الإجتماعية كبرامج المسابقات والكرتون التي تجسّد قصص الأنبياء والشخصيات البارزة.
2- الأنشطة الفنيّة: تتيح فرصة التعبير عن ابتكار ووجدان الطفل . في هذا الإطار، ينصح المتخصّصون أن يوفّر الوالدان الخامات اللازمة التي تساعد الأطفال على ممارسة الأشغال الفنية كالمجسّمات والورق الملوّن والمواد اللاصقة والصور والشرائط الملوّنة وعلب الكرتون ذات الأحجام المختلفة وخيوط الصوف والقطن .
ومن بين أبرز الأنشطة الفنية التي يمكن أن يمارسها الطفل في هذه المرحلة خلال وقت الفراغ في شهر رمضان:
الرسم: يعدّ من الأنشطة الفنية التي يمارسها الطفل باستمتاع ، ما يجعله لا يشعر بساعات الصيام الطويلة أو بالحرمان من الطعام والشراب . ويجدر بالأم إدراك أن رسومات الطفل في تلك المرحلة تتّسم بالتسطيح وعدم الواقعية ، إذ يحاول أن يعبّر عن حقيقة الأشياء كما يعرفها لا كما يراها . لذا ، يُنصح في تلك المرحلة المبكرة بتوجيه موضوعات الرسم لدى الأطفال من الإتجاه الذاتي إلى الإتجاه الموضوعي .
النسيج والحياكة : تنمّي حواسه وتساعده على التركيز وتعزيز احترامه للعمل اليدوي وتزيد من تحلّيه بالصبر والدقّة في العمل .
3- الأنشطة الرياضية (الحركية): يصاب الأطفال أثناء الصيام بنوبات من الخمول والكسل ، فيضيّعون الوقت بالنوم أو بمشاهدة التلفاز لساعات طويلة ، ما يوجب على الوالدين التدخّل ودفعهم إلى ممارسة التمرينات الرياضية والألعاب البدنية البسيطة التي لا تتطلّب مجهوداً عنيفاً يثير ظمأهم . ويجب أن تكون هذه التمرينات محبّبة وممتعة كالجري في المكان أو الإحماء أو تأرجح الذراعين أو الرجلين بالتبادل، مع أهمية البدء بممارستها قبل الإفطار بساعة على الأقل لتجنيبهم الإصابة بالجفاف أو الإنخفاض في الطاقة .
وبعد الإفطار بساعتين ، يُنصح بممارسة بعض التمرينات والألعاب الحركية الشاقّة ككرة القدم والسلّة والطائرة أو الدخول في مسابقات الجري السريع أو الماراثون الرمضاني ، ما يحسّن من كفاءة الدورة الدموية والجهاز المناعي في الجسم .
خطوات هامّة
شاركي طفلك ممارسة رياضته الخاصّة أو نشاطه البدني، ما يشجّعه على ممارسة الرياضة والمواظبة عليها بانتظام.
لا تبالغي في الثناء على أنشطة طفلك وإنجازاته الثقافية أو الفنية أو البدنية كي لا يصاب بالغرور والتراخي في مواصلة نشاطه بالأداء عينه .
لا تعتمدي على المكافأة المادية فقط لتشجيع طفلك على مواصلة نشاطه ، بل عزّزي لديه المعاني السامية بالمكافآت المعنوية ، كالثناء عليه أمام أقرانه وأصدقائه وأفراد عائلته.
شجّعي طفلك في رمضان على المبادرة بعمل مفيد ، كالادخار من مصروفه الخاص لمشاركة المحتاجين أو اقتناء كتب دينية تعزّز من معرفته وتنمّي ثروته اللغوية .
لا تسمحي لطفلك بمشاهدة التلفاز بمفرده . واحرصي على مشاركته برنامجه المفضل ، مع السماح له بالحوار والنقاش حول الفائدة المرجوة منه .
بعد وجبة الإفطار بساعتين ، احرصي على إمداد طفلك بالغذاء الغني بالمواد الكربوهيدراتية والغلوكوز اللازم لتوليد الطاقة قبل ممارسة نشاطه البدني ، كوجبة من الأرز باللبن أو المهليبة أو "جيلي" الفاكهة .
لا تفرطي في إبداء أرائك الفنية على رسومات طفلك كي يتسنى له حرية التعبير عن ذاته وعن بيئته المحيطة والأحداث التي يمر بها .
ما رأيكم؟؟