كعادتها تواصل "الهداف" سياسة محاورة نجوم كرة القدم العالمية مهما كانت قيمتهم وأينما كانوا فبعد نجاحها في محاورة مدربين ولاعبين كبار في وقت سابق
ها هي تلبي رغبة الجماهير الجزائرية وقرائها الأوفياء وتنجح في محاورة نجم عالمي لا يقلّ شأنا عن كافة النجوم الذين حاورناهم من قبل، والأمر يتعلق بمحرك العملاق "برشلونة" والمنتخب الإسباني "تشافي هيرنانديز" الذي فضّلنا على كل الإعلاميين الذين أتوه من كل صوب وحدب واختار أن يخاطب الجمهور الجزائري عبر بوابة "الهداف" في حوار شيق ومثير اكتشفنا من خلاله الوجه الآخر لحامل كافة كؤوس العالم، كأس العالم، كأس أوروبا، رابطة الأبطال الأوروبية وغيرها من الألقاب الكثيرة التي نالها مع برشلونة، حوار اكتشفنا فيه تواضع ابن "لاماسيا" الذي تخيلناه طيبا من قبل ومتواضعا لكن ليس بالصورة التي اكتشفناها وجها لوجه لدى التقائنا به، لذلك فلندعكم تكتشفون كل شيء لوحدكم دون إطالة من خلال ردوده على أسئلتنا.
في البداية هل لك أن تقول لنا صراحة ما الذي فكرت فيه عندما قيل لك إنّ صحفيا جزائريا سيأتي إلى هنا من أجل محاورتك؟
(يبتسم) في البداية أعترف بأني تفاجأت عندما أعلمني "خافيي" الذي يعرفك جيدا، لكني تشرفت وسعدت أيضا لاستقبالك هنا في مركز تدريبات المنتخب الإسباني، إنه لأمر رائع أن تهتم الجزائر بي وهو ما كان مستحيلا لولا القفزة النوعية لـ "البارصا" والمنتخب الإسباني في الآونة الأخيرة، اليوم "برشلونة" هو فريق هذا العصر لذلك فإني سعيد لأني أستقبلك من أجل إجراء هذا الحوار.
هل تعلم أنك محبوب جدا في الجزائر ولديك كثير من المعجبين بك وبطريقة لعبك؟
حتى أقول لك الحقيقة، لا أعلم ذلك وأنت من يفشي لي هذا السرّ، ما أعلمه أن "البارصا" لديها عشاق كثيرون في العالم بأسره لذلك أتصور الآن أني أملك بعض المحبين والمعجبين في الجزائر أيضا، لكني لم أكن أعلم بأنهم يحبونني بالشكل الذي تحدثت عنه، وإنه لشرف لي أن أسمع منك أن قميصي مع "البارصا" يباع بكثرة عندكم في الجزائر، إنه أمر مذهل، لقد وصل إلى حدّ الجنون ما تفعله الكرة بعشاقها عبر العالم بأسره وأعتقد أني أشترك مع الجزائريين في أمر مهم وهو أننا سويا نحبّ الكرة الجميلة، لذلك أطلب منهم أن يواصلوا عشقهم لطريقة لعب "البارصا" وأن يواصلوا مساندتنا أيضا في جميع مبارياتنا، ونحن بدورنا نضمن لهم شيئا وحيدا هو الفرجة والمتعة.
هؤلاء الجزائريون الذين يعشقونك ويعشقون اللعب الجميل والنظيف الذي تقدمونه لهم في "البارصا" يتأسفون كثيرا لأن لاعبا كبيرا مثلك لم يحصل على الكرة الذهبية، فما الذي تقوله في هذا الشّأن؟
أوّلا أشكرهم على هذا الشعور منهم بالأسف على عدم حصولي على الكرة الذهبية وأقول لهم إنني سأحاول مجددا تطوير طريقة لعبي ومستواي حتى أكون في مستوى هذه الثقة التي يضعونها في شخصي، لكن عليهم أن يدركوا أن كرة القدم اليوم فيها لاعب فوق الجميع أحببنا أم كرهنا ألا وهو "ليو ميسي"، إنه لاعب كرة قدم رائع وفريد من نوعه، وصراحة إذا واصل ميسي على نفس المنوال وفي حال ما ظل يظهر بالمستوى الذي هو عليه اليوم وفي حال ما نجح في التتويج على الأقل بلقب مع منتخب الأرجنتين سيكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم على مدار التاريخ، أما بالنسبة لي فأنا راض بما وصلت إليه فمجرد أني وصلت للصراع إلى آخر رمق حول الكرة الذهبية فهذا إنجاز وشرف كبير لي.
أكيد أنك ستتقاعد قبل ميسي، فكيف تراه مع "البارصا" في ظلّ غيابك؟
صحيح أني أحاول دوما مساعدته فوق الميدان لكن في كرة القدم الحديثة اليوم كل واحد منا يسهّل مهمة زميله، وصحيح أيضا أن "ليو" يحتاجني كي يكون مردوده رائعا فوق الميدان لكنه في حاجة أيضا إلى إينييستا، بوسكاتس والآخرين وحتى أنا بأمسّ الحاجة إليه وإلى إينييستا والآخرين، وفي الأرجنتين أعتقد أن ما يعيقه حتى الآن أن طريقة اللعب تختلف عن طريقة "البارصا"، لكنهم ومع ذلك يملكون فريقا قويا وكبيرا، حقيقة ميسي يبقى خارقا للعادة وأنا سعيد باللعب إلى جانبه.
هنا أنت تجيبنا بتواضع شديد وبطريقة دبلوماسية رغم أن أهل الاختصاص يجمعون على أنّك العقل المدبر والمحرك لـ "البارصا" والمنتخب الإسباني في آن واحد، ما رأيك؟
أعترف أن دوري فوق الميدان مهم سواء مع "البارصا" أو مع المنتخب الإسباني وأنا سعيد لأني أؤدي هذا الدور بنجاح حتى الآن، وهو دور صعب للغاية بما أننا ومنذ ثلاث أو أربع سنوات صرنا نحصد الألقاب بشكل مستمر وهو ما يزيد المسؤولية ثقلا، لهذا أتفهم المحبين ممن يرغبون في رؤيتي أحصد الألقاب الفردية في صورة الكرة الذهبية مثلا، للأسف بالنسبة لي ومن سوء حظي إن صحّ القول أن فترة تألقي هذه تزامنت مع تواجد لاعب كبير من حجم ميسي الذي يفوق مستواه مستوى الجميع في العالم ككل وليس في إسبانيا فقط، وثق أن إجابتي هذه صريحة ولا دبلوماسية فيها.
فلتأتي إلى الجزائر ودعنا نمنحك الكرة الذهبية؟
(يضحك) عليّ قبل ذلك أن ألعب في البطولة الجزائرية أوّلا.
هل هناك في مدرسة "لاماسيا" تشافي جديد بإمكانه أن يخلفك؟
بطبيعة الحال، هذه هي سنّة الحياة سيكون هناك "تشافي" جديد وربما سيكون أفضل مني بكثير، ففي التشكيلة الحالية مثلا هناك لاعبون خارقون للعادة قادرون على أداء الدور الذي أؤديه دون أي مشكلة مثلا هناك "سيسك فابريڤاس" الذي التحق بنا مع مطلع الموسم، هناك الصغير "تياڤو" الذي أحبّه كثيرا، مع الصغار هناك "سيرجي روبيرتو" الذي طرق أبواب الفريق الأول مبكرا، نفس الشيء بالنسبة لـ "سبينوزا" و"رافائيل" شقيق تياڤو ألكانترا، وثق أننا في برشلونة لم نفتقد يوما إلى المواهب ويوم لا أكون هنا سأنام على أُذُني كما يقال دون خوف لأن "البارصا" ستستمر في التطور والتقدم وفي حصد الألقاب بي أو بدوني.
"التيكي تاكا" الإسبانية (اللعب بلمسة واحدة) عرّت الكرة الفرنسية التي تعتمد على الجانب البدني فإذا اقترب منك يوما ما لاعب جزائري موهوب فنيا وضعيف بدنيا فما هي النصيحة التي أنت مستعد لإسدائه إياها؟
أعتقد أن الموهبة هي الأساس في كرة القدم، سأقول له في الرياضة الفنيات والموهبة أهم كثيرا من الجانب البدني والفارق فوق الميدان يظهر من خلال الإمكانات الفنية التي تجعل اللاعب يصنع هذا الفارق لا من خلال القوة البدنية من دون جدوى، ومع أني أعترف بأن القوة البدنية مهمة أيضا في كرة القدم لكن أي رياضي قادر على أن يكون قويا بدنيا وهو أمر سهل مقارنة بالجانبين الفني والتكتيكي، وفي رأيي الشخصي فإن لم تكن فنيا وإن لم تكن موهوبا فلا يمكنك أن تلعب كرة القدم والدليل على ذلك أن "البارصا" والمنتخب الإسباني بفضل الموهبة أثبتا أن أي فريق أو منتخب إن توفرت فيه هذه الصفة لن يكتفي باللعب الجميل فقط بل سيكون قادرا على تحقيق الفوز بشكل مستمر، وشخصيا عانيت في بعض الفترات خلال مشواري الكروي من قصر قامتي لاسيما خلال سنتي 2002 و2003 حيث قيل عني إنني غير قادر على الذهاب بعيدا في مسيرتي بسبب قامتي وقيل أيضا إن الجانب البدني يخونني، لكني ومع مرور الوقت أسقطت ما قيل وأكدت العكس، وأعتقد أن لويس آراڤونيس ساهم في ذلك لأنه من محبي الكرة الجميلة ... الموهبة هي المفتاح.
هل يمكننا القول إنه انتصار للمدرسة الإسبانية على نظيرتها الفرنسية؟
نعم بإمكاننا قول ذلك، وهو في الحقيقة انتصار للكرة الجميلة، انتصار للمواهب، انتصار للعب الهجومي، ما يصنع الفارق في كرة القدم اليوم هي اللمسة الأخيرة، التمريرة الأخيرة، القذفات، الحركة المستمرة فوق الميدان، السرعة في التفكير واتخاذ القرار، أن تفكر سريعا في لقطة من اللقطات أمر مهم للغاية بل وأهم من اللعب السريع، سرعة العقل أهم من سرعة العضلات، إذا فكرت سريعا ولعبت بعدها سريعا ستكون أفضل لاعب في العالم، وهذا ما نقول له في لغتنا "مفاهيم اللعب".
عندما تتلقى الكرة من زميل لك ما هو أوّل شيء لابدّ من التفكير فيه؟
ما إن أتحصل على الكرة أوّل ما أقوم به هو إلقاء نظرة خاطفة على أرضية الميدان كي أرى من هم حولي وكي أعرف جيدا ما الذي سأقوم به بالكرة، أبحث عن زملائي حتى أحولها لهم، توقيف الكرة بعض الشيء أو إعادتها إلى الخلف لربح الوقت والبحث عن حل مثمر فيما بعد، وللإجابة على سؤالك أؤكد لك أن زيدان هو المعلّم في هذا المجال لأن نظرته في اللعب ثاقبة، واسعة ورائعة، فضلا على أنه يلعب بالقدمين وفي كل لقطة يمتعك بفنه، أما أنا فأجد صعوبات كبيرة في التعامل مع الكرة بالقدم اليسرى، ولعلمك أن ما أحدثك عنه لم أتعلمه في الفريق الأول لـ "البارصا" بل تعلمته في المدرسة "كان بارصا" (الاسم الثاني للاماسيا)، علمونا أن نفكر قبل استقبال الكرة أن نرفع رؤوسنا، أن نعرف كيف نحافظ على الكرة، أن نتعلم كيف نجد حلولا لإيصالها إلى الزملاء، إلى غير ذلك مما تعلمناه ونحن صغار من مختلف التمارين اليومية التي كنا نخضع لها.
ما الذي تعلمته في "لاماسيا" ما عدا لعب كرة القدم؟
فضلا على أنها مدرسة في كرة القدم فإن "البارصا" هي مدرسة للحياة أيضا، أوّل ما تعلمناه في المدرسة هو الاحترام وليس أن نحترم بعضنا البعض فقط بل أن نحترم المنافس أيضا، أن نحترم الحكام والأنصار، حتى و نحن كبار لا زال ڤوارديولا يقول ويكرر لنا دوما أننا مطالبون بأن نلعب من أجل الجمهور وأن نبذل قصارى جهودنا حتى نجعلهم يقضون أوقاتا ممتعة في المدرجات.
منذ قليل حدثتنا عن زيدان، فهل أنت على دراية بأنه جزائري الأصل؟
( يبتسم) بالتأكيد، فمن لا يعلم أن زيدان من أصول وجذور جزائرية؟
كل واحد من أهل الإختصاص وصف زيدان بطريقته، مارادونا مثلا عبّر عن تفاجئه باللقطات الاستعراضية التي قام بها رغم قامته الطويلة، وأيالا ذُهل للطريقة التي يوقف بها الكرة، فكيف يرى تشافي طريقة لعب "زيزو"؟
(صمت قليلا) بالنسبة لي زيدان هو أفضل لاعب في العالم خلال الفترة التي كان يلعب فيها وبالضبط من 1995 إلى غاية 2005 و2006، وهو واحد من أفضل اللاعبين في العالم على مدار التاريخ، أن تراه يلعب وهو يقدم ذلك الاستعراض وتلك الفرجة إنها لمتعة في الحقيقة، هو لاعب يدري كل خطوة يقدم على القيام بها فوق الميدان، يلعب جيدا بقدميه سواء باليمنى أو اليسرى، يتقن فن المراوغة، التسديد والتصويب نحو المرمى، هو رائع في الضربات الرأسية أيضا هو واحد من اللاعبين المتكاملين الذين رأيتهم في حياتي.
بما أنه كان منافسك في عدة مناسبات فهل لديك حكاية عنه ترويها لنا؟
أذكر أنه لا يترك شيئا فوق الميدان، صحيح أنه لا يضيّع الكثير من الكرات لكن ما إن كنت أخطف منه الكرة مثلا لم يكن يحتمل ذلك ويتحوّل مباشرة إلى محارب فوق الميدان، ربما كثيرون لم يلاحظوا هذا لكن زيدان عنيف جدا فوق الميدان وهو قوي من الناحية البدنية.
هذا المصطلح الذي استعملته "محارب" سيسعد الجزائريين كثيرا لأننا في الجزائر نلقب لاعبي منتخبنا الوطني بـ "محاربي الصحراء".
(يضحك) إنه مصطلح متعلق بأصوله الجزائرية (يقصد زيدان)، وفضلا عن إمكاناته الفنية زيدان يجيد الدفاع أيضا، والآن أقول لك إنه محارب جزائري حقيقي فوق الميدان.
بعد مشوار حافل ومليء بالإنجازات كلاعب "بيب ڤوارديولا" توجّه للعب في البطولة القطرية، فهل ترى نفسك مستعدا للحذو حذوه والتنقل إلى قطر لإنهاء مسيرتك الكروية؟
سأكون واضحا وصريحا معك، لا أرى نفسي لاعبا هناك، سأقول لك لماذا، صحيح أننا لا يمكننا أن نقول لا ما دمنا لا ندري ما الذي تخفيه لنا الحياة والدليل على ذلك مثلا أني لم أتخيل أن يأتيني صحفي جزائري يوما من الأيام من أجل محاورتي في إسبانيا، لكنك اليوم أمامي وبصدد طرح أسئلتك عليّ وأنا أجيب عليها بدوري بطلاقة، لكن أؤكد لك أن حلمي الوحيد هو أن أنهي مسيرتي الكروية مع فريق القلب "برشلونة"، لا أدري إن كنت قد فهمت قصدي أم لا، هو شعور عميق، أنا "كولي" (لقب في برشلونة ينادى به كل عاشق للبارصا)، أحب "البارصا" حتى النخاع ومنذ أن كنت صبيا، وأنا واثق ومتأكد بأنه مع اشتداد المنافسة مستقبلا سيكون من الصعب عليّ أن أعمّر طويلا أو أن أحافظ على مكانتي، لكني سأفعل المستحيل كي أحافظ على مستواي، سأحارب حتى اللحظة التي يجب أن أعتزل فيها الكرة ومع "البارصا" أيضا.
الحديث عن قطر يقودنا إلى التطرق إلى اختيار هذا البلد من أجل تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 وهو خيار أثار العديد من ردود الأفعال، فهل ترى أن ما يقال عن هذا البلد وعدم قدرته على تنظيم حدث كبير كهذا بسبب الحرارة الشديدة أمر معقول؟
أعترف بأن المناخ هناك لا يساعد على لعب كرة القدم، ولا يمكن لأي لاعب أن يلعب تحت 40 أو 50 درجة من الحرارة، لكن لدي أصدقاء كثيرون هناك في قطر قالوا لي كلاما جميلا عن هذا البلد، حدثوني أيضا عن طيبة الشعب القطري وعن الاحترام الذي يكنونه لضيوفهم، وبالعودة إلى الحرارة التي تحدثنا عنها، أعتقد أنه من يومنا هذا إلى سنة 2022 قطر ستجد الحلول اللازمة لمقاومة هذه الحرارة، هم يملكون الإمكانات الضخمة لذلك وأعتقد في النهاية أن تنظيم نهائيات كأس العالم هناك في قطر سيخدم القطريين خاصة والعرب ككل.
هل حدثك ڤوارديولا عن تجربته في قطر؟
نعم، كان في كل مرة يؤكد لنا أنه كان يعامل بطريقة رائعة من طرف القطريين وأنه يحترم كثيرا التجربة التي خاضها هناك، بالنسبة له كل شيء كان رائعا عندما كان لاعبا هناك شرع القطريون في سياسة التعاقد مع اللاعبين الأجانب، على العموم "بيب" قال لي كل شيء جميل عن تجربته هناك وليس هو لوحده بل أنّ هناك صديق لي سبق له أن اشتغل هناك قال لي نفس الكلام عن القطريين وعن هذا البلد.
سنطرح عليك الآن السؤال الأصعب ربما ...
(يضحك) هيا اطرحه وسنرى.
هل تعرف اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في "الليڤا" مهدي لحسن (خيتافي)، كادامورو (ريال سوسييداد)، سفيان فغولي ...
(قاطعنا) لاعب فالنسيا، ويبدة الذي انضم مع بداية الموسم إلى غرناطة.
يبدو لي أنك تعرف الكرة الجزائرية؟
تريد الحقيقة، لا أعرف الكثير عن كرة القدم في بلادكم لكني أعرف الجزائريين الذين ينشطون في "الليڤا" والذي أعرفه أكثر من الآخرين هو مهدي لحسن الذي يلعب في "الليڤا" منذ سنوات، هم لاعبون موهوبون ولديهم مؤهلات فنية كبيرة، يبدة، كادامورو وفغولي، لم أرهم كثيرا لكنهم رائعون، وبخصوص لحسن هو محارب فوق الميدان وخيتافي أبرم صفقة رابحة عندما تعاقد معه، ففضلا عن أنه لا يترك شيئا فوق الميدان فإنه يجيد تمرير الكرة لزملائه ما إن يسترجع الكرة بفضل قدراته الفنية الكبيرة.
مرّ على "البارصا" لاعبون مسلمون كثيرون في صورة "سيدو كايتا"...
(يقاطعنا من جديد) وأبيدال وأفلاي.
كايتا أكد لنا أنه أحيانا يؤدي صلاته أمام زملائه اللاعبين في غرف حفظ الملابس دون أن يزعج ذلك أحدا منكم، ما قولك؟
هذا ما كنت أقوله لك منذ قليل بأننا تعلمناه في المدرسة منذ أن كنا صغارا احترام الآخرين، لذلك نحن مجبرون في برشلونة على احترام زملائنا المسلمين واحترام ديانتهم وثقافتهم، "سيدو" يصلي في كل مكان وهذا لا يزعج أحد منا، في العديد من المرات يطلب أن تخصص له غرفة وحده كي يؤدي صلواته في هدوء فيكون له ذلك، وفي غرف الملابس يلقى منا كل الاحترام هو وأبيدال وأفلاي، هم الثلاثة مسلمون وثلاثتهم رائعون.
ألم يجبرك فضولك يوما ما على معرفة ما يقولونه في صلواتهم أو دعائهم قبل اللقاءات ولماذا يصومون في شهر رمضان؟
ما أثار فضولي حقا هو شهر رمضان، بالنسبة لي كنت أرى من الصعب على لاعب كرة القدم ألا يشرب ولا يأكل طوال 12 ساعة وأحيانا 15 ساعة وفي ظل حرارة شديدة كحرارة الصيف، لكنه واجب ديني على المسلمين وعلينا احترامه ونحن أيضا لدينا طقوس دينية خاصة بنا نقوم بها، لكن ذلك لا يمنع من أن تكون علاقتي مع كايتا، أبيدال وأفلاي وطيدة فالحياة تجمعنا مع بعض وكرة القدم والبارصا يجمعاننا أيضا، كرة القدم تجمع بين الشعوب، بين الثقافات والديانات وفريقنا يجمع بين كل هذه الأشياء، وفي النهاية فإنّ الإحترام هو السائد فيما بيننا جميعا مهما اختلفت دياناتنا وثقافاتنا.
هل سبق لك استفزاز كايتا، أبيدال وأفلاي خلال التدريبات وهم تحت تأثير الصيام؟
لا نسمي ذلك استفزازا، لكن ما أدهشني صراحة هي قدرتهم على التدرب من دون أكل وشرب وهذا ما قلته لهم، كما قلت أيضا إنهم سيفقدون الكثير من طاقاتهم لكني فيما بعد تأكدت أنهم متعوّدون على ذلك بالنظر إلى قدرة التحمّل التي لمستها فيهم.
في السنوات الأخيرة ازداد الضغط وازدادت الشحناء بين لاعبي الريال والبارصا، فكيف هي الأجواء فيما بينكم داخل المنتخب الوطني؟
هذا الضغط موجود منذ أن خلق "الكلاسيكو"، البلد منقسم إلى نصفين بل العالم إلى نصفين نصف يريد للبارصا الفوز والنصف الآخر يريد أن يفوز الريال، وعلى مستوى المنتخب الوطني الأمور تسير بطريقة عادية نتحدث ونتحاور فيما بيننا، مع "كاسياس" مثلا نحن مع بعضنا البعض في المنتخب منذ 15 سنة بمعنى منذ أن كنا أطفالا صغارا، أحب أيضا أربيلوا وألبيول، صراحة علاقتي رائعة مع لاعبي الريال وعندما تكون هناك خلافات نتحدث وجها لوجه الأعين في الأعين، ثم لا تنسى أن هدفنا في المنتخب واحد إذ أننا نسعى من أجل مصلحة منتخبنا الوطني، وبالتالي فمن الضروري أن تكون العلاقة جيدة فيما بيننا.
قيل إن العلاقة الوطيدة بينك وبين كاسياس هي التي ساهمت في المصالحة وفي تهدئة الأوضاع عقب التوتر الذي حدث الموسم الماضي.
عادي جدا لأننا هنا منذ سنوات طويلة لدينا الخبرة في تحمّل هذا النوع من المسؤوليات الكبيرة في تبادل وجهات النظر عندما تسوء العلاقات، ولعلمك بأننا واجهنا مراحل أصعب مما نتحدث عنه وذلك عندما كان المنتخب يواجه صعوبات جمّة في مجرد تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا أو نهائيات كأس العالم، لكن الآن النتائج تحسنت وبعودتها صارت الأجواء رائعة داخل المجموعة نحن أبطال العالم وأبطال أوروبا اليوم، لا يحق لنا أن نفسد كل هذا بسبب مباراة من مباريات البطولة أو بسبب الضغط الذي يسودها، علينا أن نستغل الفترات الرائعة التي نقضيها سويا في المنتخب لاسيما أنّ منتخبات عدة في العالم تتمنى أن تكون في مكاننا وبخصوصي أنا و"كاسياس" وكذلك بويول وحتى السيد ديل بوسكي، نحن من نقوم بكل الأدوار الهامة من أجل الحفاظ على الأجواء الرائعة داخل المنتخب وهذا واجبنا.
وصلت الآن إلى لعب 600 مباراة مع برشلونة وإلى حصد عدد كبير من الألقاب مع البارصا والمنتخب، هل لا زال هناك طموح كبير لديك كي تحمّل حقيبتك كل صباح من أجل الالتحاق بالتدريبات؟
كثيرون هم من يتمنّون أن يكونوا في مكاني، أنا محظوظ جدّا أني عشت هذه اللحظات الجميلة، في الوقت الذي يواجه الأوروبيون الأزمة الإقتصادية، نحن لاعبو كرة القدم يُدفع لنا من أجل ممارسة شيء نحبه، كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي أحبه في هذا العالم وأنا سعيد لأني أستيقظ صباحا وأحمل حقيبتي وأتوجه إلى الملعب من أجل التدرب، هو امتياز بل هو ترف ولعل ما يحفزني أكثر أنني متفائل بالظفر بألقاب أخرى فيما تبقى لي من مشواري وصدقني أجد صعوبات في أن أعبّر لك عن شعوري وأنا أدافع عن ألوان "البارصا" لأنه شعور عميق.
لما تغادر برشلونة أكيد أنك لن تلعب لأي فريق؟
هذا ما أتمناه، أريد أن أنهي مسيرتي الكروية مع برشلونة، إنه فريقي، إنه بيتي، إنه عائلتي، هو كل شيء بالنسبة لي.
ومتى ستعلّق الحذاء إذن ... مع البارصا بطبيعة الحال؟
عندما أرى أني غير قادر على المواصلة، عندما أشعر بأني لست على ما يرام في رأسي، فالجسد حينها سيتفوق أيضا وسيتبع الرأس والعقل وحاليا أنا على أفضل ما يرام صراحة.
عندما نراك توجّه وتقود زملاءك فوق الميدان نتنبأ لك بأن تكون مدربا كبيرا يوما ما بعدما تتوقف عن ممارسة كرة القدم، فهل تفكر في اقتحام مجال التدريب؟
الجميع يقولون لي ذلك، لكني أؤكد لك إنني لم أفكر في الأمر بعد، لا أرى نفسي بعد على خط التماس، لكن من الجيد أن أكون يوما ما مدربا للبارصا وهو ما يتنبأ لي به أفراد العائلة والأصدقاء، يقولون لي دوما إنك ستكون يوما خليفة ڤوارديولا وستقوم بنفس الدور وستتحمل نفس المسؤوليات الكبيرة.
وما كان ردك على هؤلاء؟
أطلب منهم الهدوء (يبتسم) لا أريد التفكير في ذلك في الوقت الحالي لأني أريد البقاء على الميادين لسنوات أخرى.
لنعد إلى ما يهم قراءنا الجزائريين، ما الذي تعرفه عن المنتخب الجزائري؟
للأسف الشديد لا أعرف أشياء كثيرة، ومع ذلك لدي ذكرى لم أكن أريد التحدث عنها كنت أرغب في الحديث عن الأشياء الجميلة وفقط.
وهي؟
ما حدث بين الجزائر ومصر في لقاء السّد (لقاء الوصول إلى مونديال 2010)، وأقصد هنا ما حدث بعيدا عن أرضية الميدان، صراحة لم يكن مقبولا أن تصل الأمور إلى تلك الدرجة، كرة القدم لا صلة لها بما حدث مهما كان الرهان بينكما.
تعرف لاعبين جزائريين آخرين ما عدا من يلعبون في إسبانيا؟
الاسم الوحيد الذي أذكره جيدا هو اسم بوڤرة لاعب ڤلاسڤو رانجيرز بسبب قامته الطويلة فضلا على أنه جيد من الناحية الفنية، اليوم كل المنتخبات تطورت وكل من هم معنيون باللعب في المنتخب ينشطون في البطولات الأوروبية ويخضعون لنفس العمل تقريبا، وبعدها فإن المواهب والإمكانات الفنية الفردية لكل لاعب هي التي تصنع الفارق.
لقد تجاوزنا المدة التي حددت لنا من أجل محاورتك لذلك نمنحك في النهاية الحرية لكي تقول ما شئت، ولكي تخاطب خاصة الجمهور الجزائري.
أشكر كثيرا الجزائريين ممن يعشقون "البارصا" وممن يعشقون "تشافي" وأطلب منهم أن يستمتعوا فقط لدى مشاهدتهم لمبارياتنا وأن يتفادوا الاحتكاكات مع مناصري ريال مدريد لأن كرة القدم مجرد لعبة وأعدهم بأنهم مع لاعبي "البارصا" سيكونون دوما سعداء