أصاب الناخب الوطني حليلوزيتش في خياره بإشراك مهاجم الوفاق أمين عودية في منصب رأس حربة في مباراة أول أمس بـ بانجول، والتي اعتبرها بعض المختصين مفاجأة، لكن المعطيات الفنية للمباراة وتعمق الناخب الوطني في دراسة طريقة لعب منافسه جعله يقرر الاعتماد على عودية، الذي يمتاز بقوة بدينة ومورفولوجية جعلته يؤدي المهمة التي أوكلت له من طرف الطاقم الفني بامتياز، إذ أقلق كثيرا محور دفاع الغامبي وساعد كثيرا زملاءه المهاجمين في التحرر من المراقبة واستغلال المساحات، بفضل حسن تموقعه وتحركاته الذكية على مقربة من خط 18 متر.
قوة رأسياته ساعدته في الفوز بالصراعات
المواصفات التي يمتاز بها مهاجم الخضر عودية بصفته أبرز لاعبي البطولة فيما يخص اللعب بالرأس جعلت حليلوزيتش يضعه في التعداد الأساسي، إذ فضله البوسني على غزال وشعلالي باعتبار أنه يحسن التفاوض مع الكرات العالية والتي فاز بأغلبها في مباراة غامبيا، بعدما أدرك الناخب الوطني أن حالة الميدان الكارثية ستجبر أشباله على لعب الكرات الطويلة والعالية بسبب صعوبة التحكم بالكرة. وبدوره كان عودية يوزع الكرات برأسياته إلى فغولي ومطمور اللذين وجدا حرية على مستوى خط دفاع غامبيا، والذي كان محوره يراقب تحركات عودية ويحاول التفوق عليه في الكرات العالية التي كانت تصله من الدفاع، أو حتى من لاعبي الوسط.
استغل كل الكرات الثابتة والقائم حرمه من هدف
ثاني نقطة إيجابية كشف عنها عودية في مباراة غامبيا هو حسن تمركزه أمام المرمى واستغلاله الجيد للكرات الثابتة، والتي تفوق في جلها، بل كاد مهاجم الوفاق أن يسجل هدفا في الشوط الأول مستغلا مخالفة من لحسن، لكن كرته ردها القائم الأيسر للحارس الغامبي. هذه المواصفات كان يفتقدها كل من جبور وغزال والمهاجمون السابقون الذين يحسنون اللعب على مستوى الأروقة، لكنهم يفشلون في التعامل مع الكرات العالية عكس مهاجم الوفاق الذي نجح في هذه المهمة التي أوكلت له.
ساهم في الدفاع وبدنيا كان في المستوى
وقد طبق عودية توصيات الناخب الوطني حليلوزيتش من خلال مساهمته في استرجاع الكرات على مستوى دفاع غامبيا، كما أن قامته وقوته في الكرات العالية جعلتاه يساعد الدفاع في الكرات الثابتة، إذ لم يقتصر دوره على انتظار وصول الكرة في منطقة المنافس، بل كان يتراجع إلى وسط الميدان لمساعدة زملائه في استرجاع الكرات، وهو الدور الذي كان يتجاهله المهاجمون السابقون في مباريات خارج الديار.
حليلوزيتش ضحى بـ جبور من أجله
اختيار حليلوزيتش لمهاجم الوفاق لم يكن اعتباطيا، بل جاء بعد معاينته في عدة مباريات خارج الديار في البطولة الجزائرية، وأراد البوسني معرفة رد فعل عودية في مباريات خارج سطيف، إذ وجد الناخب الوطني المواصفات التي كان يبحث عنها في المهاجم السابق لـ الزمالك، وهي المواصفات التي لم يجدها في جبور الذي يبقى ضعيفا في الكرات العالية والفوز بالصراعات الثنائية من خلال معاينته لمواجهات الخضر خارج الديار، ليفضل المدرب السابق للفيلة عودية على مهاجم أولمبياكوس اليوناني الذي قد يفقد مكانته الأساسية، بعدما وجد حليلوزيتش في مهاجم الوفاق رأس الحربة الأنسب في المنافسات القارية.
يؤكد عدم اقتناعه بمهاجم أولمبياكوس
عدم استدعاء الناخب الوطني لـ جبور في مباراة غامبيا لها مبرر فني وليس صحيا كما حاول الناخب الوطني تبريره قبل مباراة غامبيا، إذ كشفت مصادر مقربة من حليلوزيتش أن هذا الأخير غير مقتنع بمستوى جبور مع الخضر، وهو ما جعله لا يعتمد عليه منذ توليه العارضة الفنية الصيف الماضي، إذ لم يلعب جبور إلا في الدقائق العشر الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى خلال المباريات الأربع التي أشرف فيها حليلوزيتش على الخضر.
الخيار المحلي يبقى واردا مستقبلا
مردود عودية في غامبيا يؤكد أن اللاعب المحلي قادر على فرض مكانته في التشكيلة الأساسية، بعدما أبان اللاعب السابق لشبيبة القبائل عن شجاعة وجاهزية بدنية تخالف انتقادات البوسني الذي أكد أن اللاعب المحلي غير جاهز للعب 90 دقيقة في المستوى العالي، لكن ميدان ملعب الاستقلال كشف عن روح قتالية وجهد بدني لمهاجم الوفاق لم نجده حتى عند مهاجم فالانسيا فغولي ومدافع سوسيداد كادامورو الذي غادر الميدان من شدة الإرهاق، وهو ما يفتح الأمل لبقية المحليين لكسب مكانة في التعداد الأساسي في المواعيد المقبلة
--------
عودية: “غضبت لتضييع فرصة القائم ولكني سعيد بثقة حليلوزيتش”
ما تعليقك على فوزكم بغامبيا؟
أعتبر هذا الفوز مهما جدا بالنسبة للمنتخب الوطني، لأننا تحدثنا فيما بيننا قبل انطلاق المباراة وعقدنا العزم على الفوز، خاصة بعد فترة الفراغ الذي مر بها المنتخب والنتائج السلبية المسجلة كلما لعبنا بـ غامبيا، وأظن أننا نجحنا في مهمتنا لأن هذا الفوز سيفيدنا كثيرا من الناحية المعنوية، وسيعيد الثقة للمجموعة قبل انطلاق تصفيات كأس العالم المقررة في جوان المقبل.
هل انتابك التخوف من الخسارة بعدما تلقيتم هدف السبق في الشوط الأول؟
لا، اللقاء كان تحت سيطرنا وقد بدأنا الشوط الأول بقوة، رغم الظروف الصعبة للمباراة خاصة بعدما رفض الحكم هدفا شرعيا لـ قديورة، وتلقينا بالمقابل هدفا ضد مجريات اللعب ولكننا كنا الأفضل على العموم، وتمكنا من العودة بشجاعة وسجلنا هدفين في المرحلة الثانية.
هل يمكن اعتبار هذا الفوز بمثابة انطلاقة حقيقية لـ”الخضر“؟
نعم، هذا الفوز بمثابة الوثبة الحقيقية لهذا المنتخب وسيكون انطلاقة جديدة، ولكن لابد من مواصلة الاجتهاد والعمل لأننا لم نتأهل بعد ولا يزال هناك شوط ثان في الجزائر، علينا أن نحضر جيدا للقاء جوان المقبل.
هل أعاقتكم أرضية الميدان؟
بالطبع، لقد لعبنا على أرضية كارثية لم تمكنا من فرض نمط لعبنا وأعاقت كثيرا الأداء الفني للاعبين، ورغم ذلك فقد تحلينا بالشجاعة وواجهنا كل الصعاب، لنحقق الفوز المرجو منا في بانجول.
ما هو سبب خروجك غاضبا في نهاية الشوط الأول متجها إلى غرف تغيير الملابس؟
غضبت على لقطة ارتطام رأسيتي بالقائم في وقت حساس، بعدما حرمنا الحكم من هدف وتلقينا هدفا مخالفا لمجرى اللعب في الشوط الأول، جعلني أتحسر كثيرا على تلك الفرصة السانحة لمعادلة الكفة.
ولكنك رغم ذلك تألقت في أول ظهور لك مع “الخضر”
أنا سعيد بأنني تألقت وأديت دوري في المباراة، ولكني غضبت لعدم التسجيل لأنني كنت أنوي هز الشباك، ولم أهضم تضييعي فرصة القائم التي كانت في المتناول.
الحظ حالفك مرة أخرى في غامبيا بعدما تمكنت من التسجيل مع القبائل في المنافسة الإفريقية أمام ممثل هذا البلد
(يضحك) هذا صحيح لقد سبق لي التسجيل في غامبيا لما كنت أحمل ألوان شبيبة القبائل في المنافسة القارية، وتمكنت هذه المرة من الفوز في ملعب الاستقلال لأول مرة مع المنتخب الوطني، وهو ما يؤكد أنني محظوظ في هذا البلد، وسبب فوزنا لأول مرة في غامبيا (يضحك).
وهل تصورت سيناريو الشوط الثاني وإمكانية العودة في النتيجة؟
أجل، لقد كنت متأكدا من عودتنا بنتيجة إيجابية من غامبيا، لأننا تحكمنا أكثر في الكرة وقدمنا مباراة رجولية، وقد طبقنا نصائح المدرب ما بين الشوطين ولا أخفي عنك أن هدف التعادل في بداية الشوط الثاني سهل لنا العودة في النتيجة.
هل كنت تنتظر أن يضع حليلوزيتش ثقته فيك أساسيا؟
أنا سعيد جدا بثقة الناخب الوطني حيث كنت جاهزا للعب وتقديم الإضافة للمنتخب، وكل ما أتمناه أنني لم أخيب ثقة حليلوزيتش وأنني أديت دوري على أتم صورة في هذه المباراة.
بما تختتم الحوار؟
أهدي هذا الفوز لكل الشعب الجزائري، ونعدهم بأننا سنواصل تحقيق الانتصارات والأفراح، من أجل تحقيق الأهداف التي تنتظرنا مستقبلا.