سألت جميل الحسن عن سر مابه
فقال: أنا بالحزن أمسي وأصبحُ
قد كان لي بالأمس فاتنة بها
أتيه على هام الجمال وأمرحُ
وكنت إذا ما أشرق الفجر حسنه
أرى البسمة البيضاء في الفجر تسرحُ
وكنت أرى في الصبح حسناً باهراً
وألقاه ما بين الزهور يسبِّحُ
وكنت أرى الأطيار بالحب ترتوي
وأصغي لأسراب البلابل تصدحُ
وكنت أرى الأنغام حولي تناغمت
قبيل انبثاق الفجر والفجر أملحُ
ودارت بي الأيام والحزن والبلى
أُدك بآلام الزمان وأجرحُ
وأسمع أنَّات الثكالى كأنها
سهامٌ تقد القلبَ والقلبُ ينضحُ
أنا الليث الشهم الذي تذكرونه
حميتُ حمى الدار واليوم أبرحُ
أنا البطل الحر الأبيُّ وإنني
وربك من طبع الخيانة أُذبحُ
وحرٌ ترى في عزمه حسن طبعه
إلى العلا ولكل حقٍّ يطمحُ
ولكنني ساعٍ إلى كل وجهةٍ
أحارب فيها الظلم والحق أفصحُ