موضوع: عزيمة رغم السياط الثلاثاء 13 أبريل 2010 - 19:52
عزيمة رغم السياط
يقول الإمام أحمد بن حنبل واصفاً شي من محنته: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم ثم قال للجلادين :تقدموا فجعل يتقدم إليّ الرجل فيضربني سوطين وهكذا، فلما ضُربت 19سوطاً، قام إلي وقال: يا أحمد علام تقتل نفسك ؟! إني والله عليك لشفيق، أتريد أن تغلب هؤلاء؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم، وقال بعضهم يا أمير المؤمنين دمه في عنقي ، أقتله فقال المعتصم : ويحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله أقول به "ليبرهن له أنه ثابت على قوله أن القران كلام الله غير مخلوق". فرجع المعتصم وجلس وقال للجلاد: تقدم وأرجع قطع الله يدك"، ثم قام المعتصم الثانية، فجعل يقول: ويحك يا أحمد أجبني، فجعل الناس يُقبلون عليّ ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم أجبه حتى يطلق عنك أيدينا، فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئاَ من كتاب الله، فيرجع، ويقول للجلادين: تقدموا، فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى. فقال الإمام أحمد: فذهب عقلي من شدة الضرب. وبعد الضرب الشديد والسجن، خاف المعتصم أن يموت الإمام أحمد، فيثور الناس عليه فرفع عنه الضرب وسلمه إلى أهله.
ما الذي جعل الإمام حمد بن حنبل يصبر على الجلد لا تتحمله الجبال الراسيات ؟
ما الذي جعله لا يلين ولا يتراجع عن إصراره وعزمه ؟
ما الذي طرد من نفسه اليأس والقنوط
رغم أن عدوه قد أحكم عليه قبضته فلا فكاك له منه ؟
إنه الأمل وعدم اليأس من روح الله، وكهذا المؤمنون يستمدون قوتهم من النور الرباني حين تدلهم الخطوب من حولهم، فرحم الله الإمام رحمه واسعة.