بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعد خافيا على أحد أن المنتخب الوطني لكرة القدم أدى في سنة 2009 أحسن مشوار له على الساحة الدولية منذ عشريات، حيث لم يسبق أن فاز ''الخضر'' بهذا العدد من المباريات ماعدا عندما تأهل لكأسي العالم سنتي 82 و.86 عاد المنتخب الوطني خلال هذه السنة إلى الواجهة الكروية الإفريقية والعالمية، بعد سنوات العجاف التي تألم معها ملايين الجزائريين العاشقين للخضر.
وحتى إن كان الكثير من المحللين تفاجأوا لهذه العودة القوية بتأهل مزدوج لكأسي العالم وإفريقيا المقبلين، بعد غياب عن الأولى دام 24 سنة وإقصاء من العرس الإفريقي مرتين متتاليتين، فإن المنتخب الوطني، بقيادة رئيس الفاف محمد روراوة والمدرب المخضرم رابح سعدان نجح في إبطال كل التكهنات بفضل مجموعة من اللاعبين المغتربين حضّروا جيدا لهذه التصفيات واجتازوا كل الصعاب الرياضية وغير الرياضية، لتبقى سنة 2009 بالنسبة للمنتخب الوطني من أحسن السنوات على الإطلاق، خاصة بعدما أنهاها منتخبنا بترتيب قياسي، على سلم الفيفا، حيث قفز رفقاء زياني من مركز لا يبعد عن الـ100 إلى مركز سادس وعشرين عالميا ومرتبة خامسة إفريقيا وراء الكاميرون، كوت ديفوار، نيجيريا ومصر. وهو مؤشر واضح على حفاوة السنة المقبلة على الانتهاء والتي لم ينهزم فيها أشبال سعدان سوى في مباراة القاهرة ضد مصر بهدفين لصفر وفازوا في كل المباريات، الرسمية وتعادلوا مرة واحد في رواندا.
وستبقى لا محالة، هذه السنة راسخة في أذهان الشعب الجزائري، لأن ما عاشته المدن والشوارع والساحات العمومية وداخل كل بيوت العائلات الجزائرية من أفراح، لم يسبق أن عاشتها سوى عند اعلان الاستقلال سنة .1962
وهو دليل على أن كرة القدم بسحرها قادرة على قلب كل الموازين السياسية والاجتماعية في بلد متعطش للانتصارات، كما أن ارتباط هذا المنتخب بعناصره المغتربة بأوروبا مع الجزائر العميقة سر قوة تشكيلة سعدان التي يجزم العارفون بخباياها أنها وإن كانت تشكيلة متوسطة فنيا، فإنها تملك الروح القتالية التي رفعتها إلى السماء السابعة في ظرف 12 شهرا.