عداد وتقديم الداعية: مصطفي حسني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "رب إشرح لي
صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" , أهلا وسهلاً بكم
وحلقة من برنامج "خدعوك فقالوا" وموضوع حلقة اليوم يدور حول الشبهات
التي تدور حول تعدد زوجات النبي(صلى الله عليه وسلم).
بعض الناس عندما يثار الحديث عن هذه الشبهات يستطيع الرد عليها لأن عنده
معلومات كافية للرد, والبعض ليس عنده معلومات ولكن عنده إيمان ويقين بالنبي
(صلى الله عليه وسلم) فيتهم نفسه بأنه لا يعلم ويُسلم لحكمة الله عز وجل
في تدبيره لحياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعض الناس قمنا بعمل إحصائية
عليهم وصلوا لـ 40% من الذين سألناهم وعددهم مئات الأشخاص, ساعات بيشعر
بالارتباك وساعات يشعر بالخجل وأوقات يشعر أنه لا يعرف كيف يرد ونحن في هذه
الحلقة نريد أن نقول أن هذه الشبهات ليست حول النبي(صلى الله عليه وسلم)
وإنما حول قلوبنا وحول إيماننا وتسليمنا للنبي(صلى الله عليه وسلم).
أنا لا أقصد في هذه الحلقة الدفاع عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنا في هذه
الحلقة أريد أن أدافع عن نفسي وعن أحبابي وعن من يشاهدوني لأننا لو ذهبنا
لله وفي قلوبنا شك تجاه النبي(صلى الله عليه وسلم) نحن الذين سنخسر قال رب
العالمين "وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ
اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا
مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " فنحن نفعل ذلك
لكي نقول لله وللنبي إذا سألنا لماذا لم تردوا علي هذه الشبهات فنقول له
أننا فعلنا.
والذي حفزنا لذلك هي أحاديث قرأتها عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أن
النبي(صلى الله عليه وسلم) كان حريصاً أشد الحرص علي ألا يكون في قلب أحد
أي شك تجاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا قال قائل هل يوجد من يشك في
النبي(صلى الله عليه وسلم) أقول له قد يحدث ذلك وحتى لو لم يحدث فقد كان
النبي(صلى الله عليه وسلم) حريص علي ألا يحدث, ومثال ذلك في القصه التي
يعلمها أغلب المسلمون عندما ذهبت السيدة صفيه زوجة النبي(صلى الله عليه
وسلم) له في المسجد وكان معتكفاً فخرج من معتكفه ليوصلها إلي المنزل وكانت
ترتدي ثوباً أسود يغطي وجهها فلقيه اثنان من الصحابه فوقفوا بجانب الطريق
فرجع النبي(صلى الله عليه وسلم) وقال لهما إنها صفيه زوجة نبيكم (فقالوا
سبحان الله يا رسول الله) أي أننا لا يكمن أن نشك فيك فقال (صلى الله عليه
وسلم) (إني خشيتُ أن يُلقِي الشيطان في قلوبكما شيئاً فتهلكا).
وذات مره أحد الأعراب من الذين أسلموا حديثاً وكان لا يجيد التعامل بأدب مع
النبي وأثناء تقسيم النبي لغنائم أحدي الغزوات فجاء هذا الأعرابي
للنبي(صلى الله عليه وسلم) وقال له (يا رسول الله إعدل هذه قسمة ما أريد
بها وجه الله) فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال له (ويلك من
يعدل إن لم أعدل لقد خبتَ وخسرتَ إن لم أعدل) أي أنك ستخيب وتخسر لو
اعتقدت أني لن أعدل.
فكان النبي(صلى الله عليه وسلم) حريص علي ألا يأتي في قلب أي إنسان ذرة شك
تجاه تصرفات النبي(صلى الله عليه وسلم).
والله عز وجل يقول عن يوم القيامة" يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ" أي
أن كل ما في القلوب سينكشف فتخيل إنسان مسلم يأتي يوم القيامة وهو واقف
أمام النبي (صلى الله عليه وسلم) ويفتح الله قلبه فيكون به شك في أفعال
النبي(صلى الله عليه وسلم).
ثم تم عرض تقرير لأراء بعض الشباب حول هذا الموضوع .
بعض الشباب قال أنه ليس أهل للرد نظراً لعدم علمهم ومعرفتهم أمور دينهم,
والبعض قال أن سبب تعدد زوجات النبي(صلى الله عليه وسلم) هو إقرار أمور
تشريعيه, ولكن قبل الرد علي هذه الشبهات ينبغي أن نلقي الضوء علي طبيعة
الحياة التي جاء فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) وطبيعة البشرية في ذلك
الوقت.
1. كان الناس في ذلك الوقت لا يوجد عندهم شئ إسمه تحديد عدد زوجات فقد كان
الرجل له أن يتزوج أي عدد من النساء.
أحد الصحابه ,و إسمه غيلان بن سلمه الثقفي , كان متزوجاً قبل الإسلام بعشر
زوجات, وصحابي أخر إسمه الحارث بن قيس كان متزوجاً قبل الإسلام بثماني
زوجات, ولكن بعد اعتناقهم الإسلام تقيدوا بأربعة فقط.
فإذا كان الناس علي مستوي جميع المجتمعات كانوا يتزوجون أي عدد من النساء
والنبي(صلى الله عليه وسلم) ظل إلي سن 25 لم يتزوج, مع العلم أن عمرو بن
العاص تزوج قبل الإسلام وهو في الثانية عشر من عمره وزوجته كانت في الحادية
عشر من عمرها وأنجب سيدنا عبد الله بن عمرو وهو في الثالثة عشر من عمره.
ومع ذلك ظل النبي(صلى الله عليه وسلم) لسن الخامسة والعشرون لم يتزوج وفي
ذلك الوقت لم يكن هناك تشريع لأن ذلك كان قبل بعثة النبي(صلى الله عليه
وسلم) فلماذا لم يتزوج النبي(صلى الله عليه وسلم) قبل بعثته بأي عدد من
الزوجات إذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) تقوده الشهوة كما يقول أعداء
الإسلام.
2. كيف تقوده الشهوة كما يقولون مع أن الوليد بن المغيره في بداية الدعوة
ذهب للنبي(صلى الله عليه وسلم) وقال يا محمد اسمع مني إن كان بك جنون جئنا
لك بالطبيب وإن كنت تريد المال جمعنا لك من بيوتنا حتى تصبح اغنانا وإذا
كنت تريد الجاه جعلناك سيدنا فلا نقطع أمراً حتى نرجع إليك وإذا كنت تريد
النساء زوجناك أجمل نساءنا, فقال له النبي(صلى الله عليه وسلم) أفرغت يا
أبا الوليد قال نعم قال فاسمع مني "بسم الله الرحمن الرحيم " حم ﴿١﴾
تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ " وبدأ النبي يقرأ عليه القرآن
أي أن هذا هو ردي عليك وكان النبي يقصد من تلاوة هذه الآيات أن يقول له
أنا نبي مرسل ولن أتزحزح قيد أنمله عن رسالتي مهما كانت المغريات فلو كانت
شهوته تقوده لقبل النبي(صلى الله عليه وسلم) هذا العرض وعاش في مكه ملكاً
وتزوج من أجمل نساءها.
3. ثم إن أشد المشركين عداوة للنبي (صلى الله عليه وسلم) مثل أبو لهب وأبو
جهل لم يتهموه هذا الاتهام.
4. ثم كيف نصدق هذا الاتهام في حين أن إمرأه ذهبت تعرض نفسها علي النبي(صلى
الله عليه وسلم) ليتزوجها فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم) "لا حاجة
لي في الزواج".
5. زواجه من السيدة صفيه بنت حيي بن أخطب سيد اليهود.
6. عندما تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أول زوجه في حياته وهي السيدة
خديجة كانت أكبر منه بخمسة عشر عام وظل معها ما يقرب من عشرين عاماً وبعد
ما ماتت لم يتزوج وإنما خرج في رحلته للطائف سيراً علي الأقدام مع أنها
تبعد عن مكه حوالي 110ك فيلقاه الأطفال بالحجارة ويبصقوا علي وجه النبي
الشريف ثم يرجع النبي(صلى الله عليه وسلم) لمكه ويظل بدون زواج حتى هاجر
للمدينه.
7. كيف يقولون أن النبي تقوده الشهوة و أول زوجه تزوجها بعد وفاة السيدة
خديجة كانت أكبر من السيدة خديجة وهي السيدة سوده بنت زمعه, ثم أن
النبي(صلى الله عليه وسلم) لم يكن يفكر في الزواج لإنشغاله بالدعوه وإنما
إحدي زوجات الصحابه هي التي ذهبت للنبي (صلى الله عليه وسلم) وقالت لابد أن
تتزوج لأنك وحيد وفي حاجه لمن يعينك علي الدعوة فاختار النبي (صلى الله
عليه وسلم) هذه الأرمله الكبيره في السن كي يساعدها مع أنه كان يستطيع أن
يتزوج من أجمل وأصغر بنات المسلمين.
8. وكيف نصدق من يقول أن الشهوه كانت تقوده وقد كان النبي(صلى الله عليه
وسلم) عفيفاً حتى في الحلم قال (صلى الله عليه وسلم) "دخلت الجنة- أي في
الحلم – فرأيت قصراً كبيراً جميلاً, قلت لمن هذا القصر قالوا لعمر بن
الخطاب,قال ثم رأيت جاريه تتوضأ، ثم ذكرت غيرتك يا عمر فوليت مدبراً"، فبكي
عمر وقال يا رسول الله أو عليك أغار.
9. وكيف نصدق هذا الاتهام وأحب زوجاته له وهي السيدة عائشة عندما سُئلت عن
حكم فقهي وهو, هل يجوز للرجل أن يُقبل زوجته في الصيام، قالت نعم كان النبي
(صلى الله عليه وسلم) يُقبل وهو صائم ولكنه كان أملك لإربه من أحدكم,
والإرب هو الشهوة.
10. وكيف نصدق ذلك وقد كان النبي(صلى الله عليه وسلم) يحيا هو وزوجاته في
فقر وذلك لا لأن النبي(صلى الله عليه وسلم) كان فقيراً بل لأن النبي(صلى
الله عليه وسلم) كانت تأتي له خُمس الغنائم لكن النبي(صلى الله عليه وسلم)
كان قدوه لكل المسلمين فاختار عيشة الفقراء والمساكين.
فلو كان النبي (صلى الله عليه وسلم) كما يقولون لعاش هو وزوجاته عيشه مرفهه
حتى ينال منهم ما يتمنى, والسيدة عائشة تقول "ماشبع آل محمد من خبز الشعير
حتى قبُض".
11. وكيف نصدق ذلك والنبي(صلى الله عليه وسلم) ظل ثلاثة وعشرون عاماً
رسولاً فهل كانت تقوده الشهوه فضيع أمانة الدعوه و مع أن الكفار كانوا
يلقبونه بالصادق الأمين.
12. عندما صعد النبي(صلى الله عليه وسلم) للسماء في رحلة المعراج كان من
الممكن أن يظل في الجنه يومان أو ثلاثة مع الحور العين ولكنه(صلى الله عليه
وسلم) نزل من أجل مهام الدعوه.
13. ثم كيف نصدق ذلك والنبي (صلى الله عليه وسلم) يوم القيام وهو يوم
الراحه والسعاده للصالحين وهو أصلح الصالحين سيكون مشغول بنا ويشفع لنا
ويذهب للصراط يقول (صلى الله عليه وسلم) وأنا واقف علي جنبتي الصراط أقول
يارب سلم يارب سلم، ولو كان كما يقولون أن شهوته هي التي تقوده لكان أحرص
على الاستقرار في الجنه مع الحور العين دون أن يلقي بالاً لأمته.
14. كيف نصدق ذلك وأحب زوجاته تقول كان النبي (صلى الله عليه وسلم) نائم
معي في ليله من الليالي فقال يا عائشة دعيني أقوم بين يدي ربي ساعه.
15. ثم كيف نصدق ذلك وعدد الغزوات التي غزاها النبي(صلى الله عليه وسلم) في
المدينه بعد الهجره 28 غزوه أي بمعدل ثلاث غزوات في العام ولو كان
النبي(صلى الله عليه وسلم) كما يقولون لمكث في منزله بين زوجاته.
سنتحدث عن الحكمة من تعدد زوجات النبي(صلى الله عليه وسلم), ولكن قبل
الحديث عن ذلك سنقوم بعرض لأقوال بعض مفكري وكُتّاب وقادة الغرب من غير
المسلمين عن النبي(صلى الله عليه وسلم), وأحد هؤلاء كاتب وأديب من أعظم
أدباء الغرب إسمه ((مايكل هارت)) له كتاب بعنوان(الخالدون مائه أعظمهم
محمد) يقول في مقدمة كتابه لقد اخترت محمداً في أول هذه القائمة ولابد أن
يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك ولكن محمداً هو الإنسان الوحيد
في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً علي المستوي الديني والدنيوي وهو قد
دعا إلي الإسلام و نشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً عسكرياً
وسياسياً ودينياً وبعد ثلاثة عشر قرناً فإن أثر محمد ما يزال قوياً
ومتجدداً.
ومن هذه الأقوال مقوله لكاتب هندوسي يقول فيها "إن محمداً هو النموذج
المثالي للحياة الإنسانية" ومن هذه الأقوال (مقوله غاندي) الذي يقول فيها:-
"أردت أن اعرف من هو أفضل من يمكن أن يكون له الحكم المطلق علي قلوب
الملايين من البشر في وقتنا الحالي فأصبحت مقتنعاً بأن ما أكسب الإسلام
مكانه في دائرة الحياه ليس السيف وإنما كانت البساطه الصارمه والسماحه
المطلقه للنبي محمد واحترامه الشديد لعهوده وإخلاصه العميق بالله
وبرسالته".
كل ما سبق هو السبب في نشر الدعوة وليس السيف أما إذا سأل أحد لماذا لم
يُسلم غاندي؟ أقول له"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ
اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ" ثم تم عرض فيلم قصير لمواطن أمريكي اعتنق
الدين الإسلامي بعد الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما سمع
عن النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) وعن الإسلام.
وفيما يلي عرض لأسباب تعدد زوجات النبي(صلى الله عليه وسلم):-
1. السيدة خديجة رضي الله عنها تزوجها – كما يقولون- محمد الإنسان.
2. تزوج السيدة سوده بنت زمعه بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنوات, وقد كانت
أكبر منه بعشرين عاما ً.
3. السيدة زينب بنت جحش تزوجها النبي(صلى الله عليه وسلم) بأمر إلهي لإقرار
حكم تشريعي وهو بطلان التبني.
4. السيدة جويريه بنت الحارث كانت قبيلتها أسارى عند المسلمين فلما تزوجها
النبي(صلى الله عليه وسلم) أطلق المسلمون كل أسرى القبيلة لأنهم أصبحوا علي
صله نسب بالنبي(صلى الله عليه وسلم) وبعد ذلك كل القبيله اعتنقت الإسلام
احتراماً لمذهب النبي(صلى الله عليه وسلم.
5. أما عن السيدة عائشة رضي الله عنها, فالمعلوم أن قديماً كانت النساء
تبلغ سن مبكره وإلي اليوم في بعض المجتمعات الغير إسلاميه توجد بعض الفتيات
اللآتي يتزوجن في سن 12 , 13 عام وتم عرض بعض الصور التي توضح زواج فتاه
وهي في سن الثالثة عشر من عمرها وصوره أخري لفتاه في التاسعة من عمرها وهي
أم لطفل, كما أن السيدة عائشة كانت مخطوبه قبل زواجها من النبي(صلى الله
عليه وسلم) لجبير بن مطعم بن عدي.
والحكمه من زواج النبي (صلى الله عليه وسلم) من السيدة عائشة وهي في هذا
السن المبكر , هي أن تحيا لأطول فتره بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) لكي
تعلم الصحابه والمسلمين أحكام وتعاليم الدين الإسلامي إذ أن السيدة عائشة
عاشت بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) أربعين عاماً وقد روت عن النبي(صلى
الله عليه وسلم) 2210 حديث.
6. أما السيدة صفيه فهي بنت حُيي بن أخطب زعيم اليهود في ذلك الوقت وقد
كانت ضمن السبي من النساء وأشار أحد الصاحبه علي النبي(صلى الله عليه وسلم)
أن يتزوجها وقد كانت متزوجه من يهودي قبل أن تسلم وتتزوج النبي(صلى الله
عليه وسلم).