لو سألت طالبا فشل في إجتياز إمتحاناته بنجاح لكان الجواب الغالب الذي ستناله : إنها مؤامرة حيكت خيوطها بإحكام من وراء الستار من طرف الأساتذة أو ربما حتى من قِبل أيادٍ خفيّة لا تريد له إلا الرسوب !! ولو سألت مدرب فريق رياضي ما عن سبب إخفاق فريقه في منافسة من المنافسات فلا تنتظر أبدا أن تسمع حديثا غير حديث المؤامرة .... ولو سألت عاملا عوقب لسوء سلوك أو تصرف فأعلم أنه تعرض لمؤامرة !! سل من شئت عن أسباب فشل ما شئت فلن تسمع أذناك غير حديث المؤامرة ... هي سبب ضعفنا وهواننا ، إخفاقنا وتراجعنا ... لقد إتخذناها مطية سهلة تبرر فشلنا المزمن وشماعة نعلق عليها أوزار أخطائنا .. في محاولة بائسة ويائسة لإخلاء مسؤولياتنا...لنبقى ندور في حلقة مفرغة بعيدا عن الأسباب الحقيقية والموضوعية ..
ويتبادر لذهني مثل شعبي يُتداول عندنا في الجزائريقول :" المرا اللي يخونوها يديها تقول بيا السحور " المرأة التي تخونها يداها تقول : السبب السحر . وهذا يفسرذاك . العجز جعلنا نبحث دوما بل نبتكر كلّ مرة مشجبا نعلق عليه فشلنا وتخاذلنا دون خجل ولا وجل ونظرية المؤامرة والأيادي الخفية إحداها ... المؤامرة قد تفسر بعض إخفاقاتنا ولكن أليس حريا بنا إحباطها ؟ ولكنها غالبا ما كانت تبريرا غير مجد ولا مقنع نحاول أن نقنع به أنفسنا قبل غيرنا بأن لا ناقة لنا ولا جمل في ما يحصل لنا ....مانعين أنفسنا من معرفة الأسباب الموضوعية وبالتالي إيجاد الحلول الناجعة لمعضلاتنا وما أكثرها فرديا وجماعيا .
هل تقرّ بسيادة هذه النظرية في مجتمعاتنا ؟ ألا تعتقد أنها تشكل حاجزا بيننا وبين الموضوعية في التعامل مع تحدياتنا ؟ مساحة حرّة لقلمك ....
Ć.ŖŎήaĻđo المـــــــــــديــــر
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 26849نــقـــ ــاطـ ✿ : 30466تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 26/10/2009عــ ــمركـ ✿ : 32المـوقـــــ ع ✿ : في الجنة ان شاء اللهمــزاجــ ـكـ ✿ : غير مرتــــــــــــــــــــــــــاح