نصائح غالية من العلاَّمة الألباني لِمَنْ يكتُبُ في التَّصحيح والتَّضعيف
+4
*wouroud souf*
AbDoU__Sf
bright smile
وردة الامل
8 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
???? زائر
موضوع: نصائح غالية من العلاَّمة الألباني لِمَنْ يكتُبُ في التَّصحيح والتَّضعيف الخميس 1 يوليو 2010 - 13:44
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدا رسول الله، وبعد، فهذه دُرَّر غالية من نصائح العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ، يقدِّمهما لطلبة العلم المشتغلين بالحديث النبوي، سيَّما من يكتب في مجال التصحيح والتضعيف، وقد كنت نقلتهما في بعض التعقبات، ثم ظهر لي أن أنشرهما في موضوع مستقل لتعم الفائدة، ولمسيس الحاجة. والله الموفق.
النصيحة الأولى:- قال العلامة الألباني: في مقدمة "السلسلة الضعيفة" (4/: ((أَنْصَحُ لِكُلِّ مَنْ يكتُبُ في مجال التَّصحيح والتَّضعيف أنْ يَتَّئِدَ، ولا يسْتَعْجِلَ في إصْدَارِ أحكامه على الأحاديث؛ إلاَّ بعدَ أنْ يَمْضِيَ عليه دَهْرٌ طويلٌ في دراسة هذا العلم؛ في أُصوله، وتَرَاجِم رِجاله، ومعرِفَةِ عِلَلِه؛ حتَّى يَشْعُرَ مِنْ نفسِهِ أنَّه تمكَّنَ من ذلك كُلِّهِ؛ نَظَراً وتطبيقاً، بحيْثُ يجَدُ أنَّ تحقيقَاتِهِ - ولو على الغالب - توافِقُ تحقيقاتِ الحُفَّاظِ المبرِّزِين في هذا العلم؛ كالذهبي، والزيلعي، والعسقلاني، وغيرهم. أنصحُ بهذا لكل إخواننا المشتغلين بهذا العلم، حتَّى لا يقعوا في مخالفة قول الله تبارك وتعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً). ولكي لا يَصْدُقَ عليهم المثل المعروف: «تَزَبَّبَ قبلَ أنْ يَتَحَصْرَمَ»! ولا يصيبُهُم ما جاء في بعضِ الحِكَمِ: «مَنِ استعجلَ الشَّيْءَ قَبْلَ أوانِهِ؛ ابْتُليَ بِحِرْمَانِه». ذاكراً مع هذا ما صح من قول بعض السلف: «ليس أحَدٌ بَعْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ إلاَّ ويُؤخذُ من قوله وُيترك إلاَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم»)).
النصيحة الثانية :- 2- وقال أيضا في المصدر السابق (11/697): ((ولهذا أنْصَحُ دائماً إخوانَنَا النَّاشئين في هذا العلم أنْ لا يتسرَّعُوا بنشْرِ ما يُخَرِِّجُونَهُ أو يُحَقِّقُونَه، وإنمَّا يحتفظون بذلك لأنْفُسِهِم إلى أنْ يَنْضُجُوا فيه. والحقُّ والحقَّ أقولُ: إنَّ من فِتَنِ هذا الزَّمان حُبُّ الظُّهور، وحَشْرُ النَّفْسِ في زُمْرَةِ المؤلِّفين، وخاصَّة في علم الحديث الذي عرَفَ النَّاسُ قَدْرَهُ أخِيراً بعد أنْ أهمَلُوه قُروناً؛ ولكنَّهم لم يَقْدُرُوه حَقَّ قَدْرِهِ، وتوهَّمُوا أنَّ المرءَ بمجُرَّد أنْ يُحْسِنَ الرُّجُوعَ إلى بعض المصادر من مصادره والنَّقْلَ منها؛ صارَ بإمْكَانِه أنْ يُعَلِّق وأنْ يُؤَلِّفَ! نسألُ اللهَ السلامةَ من العُجْبِ والغُرُور!!)).
النصيحة الثالثة:- قال الشيخ الألباني في نهاية المجلد الثاني من "السلسلة الصحيحة" قسم الاستدراكات: ((هذا؛ وبمناسبة ما ابْتُلِينَا به من كثرة الشَّبَاب ـ وغيرهم ـ الَّذين يكتبون في هذا العلم، وهُم عنه غُرَبَاءُ مُفْلِسُون ـ كما يَقْطَعُ بذلك كل منصف وقف على النماذج الكثيرة من الأوهام، بل والجهالات المتقدمة على هذه الاستدراكات، وفي المقدمة أيضا في هذا المجلد وغيره ـ فإني أرى لزاما عليَّ أنْ أُذَكِّرَ و (الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فأقول: إنِّي أنصحُ أولئك الكاتبين والنَّاقدين، ألاَّ يتسرَّعُوا بالكتابة ـ إنْ كانوا مُخْلِصين ـ لمُجَرَّد أنَّهم ظنُّوا أنَّهُم أهلٌ لذلك، بَلْ علَيْهِم أنْ يتريَّثُوا، ويتَمَرَّسُوا فيه زَمَنًا طويلا، حتَّى يَشْعُروا في قَرَارَة أنْفُسِهِم أنَّهُم صَارُوا عُلَمَاءَ فيه، وذلك بأَنْ يُقَابِلُوا نَتَائِجَ كِتَابَاتِهِم وتَحْقِيقَاتِهِم بِأَحْكَامِ مَنْ سَبَقَنَا من الحُفَّاظ والنُّقَّاد في هذا العِلْمِ، فإذا غَلَبَ عليها مُوَافَقَتُهُم؛ كان ذلك مُؤَشِّرًا على أنَّهم قد سَلَكُوا سَبِيلَ المعرفة بهذا العلم. هذا أولا. وثانيا: أنْ يَشْهَدَ لهم بذلك بعضُ أهْلِ العِلْمِ الصَّالحين المعاصرين، بعد أنْ يَطَّلِعُوا على شَيْء ٍمِنْ كِتَابَاتِهم وتحقيقاتهم، ذاكرين نصيحة الشاطبي المتقدمة (ص 713) فإنها صريحة في أنه من اتباع الهوى أن يشهد المرء لنفسه بأنه عالم! وأنا ُأَقِّرُب هذا لِكُلِّ مُخْلِصٍ من طُلاَّبِ العِلْمٍ بِلَفْتِ نَظَرِهِ إلى مثل قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)؛ فإنَّه يَدُلُّ بِفَحْوَى الخِطَاب على أنَّ المجتمع الإسلامي من حيث العلم والجهل قسمان: - أهل الذِّكْرِ، وهم العلماء بالقرآن والسنة، وهم الأقَلُّون. - والذين لا يعلمون، وهم الأكثرون، بنص القرآن وحكم المشاهدة والواقع. فإذا عُلِمَ هذا، فَلْيَنْظُرْ أولئك المُشَارُ إليهم: هل هم من الأقلين أم من الأكثرين؟ وحينئذ عليهم أنْ يعودوا إلى رُشْدِهم، ويتوبوا إلى ربِّهِم مِنْ حَشْرِهِم أنْفُسَهُمْ في زُمْرَةِ أهْلِ الذِّكْرِ. فإذا بدا لهم أنهم من هؤلاء، فعليهم أنْ يَحْتَاطوا لدينهم، وأنْ يَسْأَلُوا أهْلَ الذِّكْرِ حَقًّا، فَإِنْ شَهٍِدُوا لَهُمْ بذلك؛ حَمِدُوا اللهَ، وسَأَلُوه المَزِيدَ مِنْ عِلْمِه؛ وإلاَّ فَهُمْ مِن المَغْرُورِين المُعْجَبِين بٍأَنْفُسِهِم، الهَالِكِينَ بشهادة نبيهم صلى الله عليه وسلم القائل: «ثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»، وهو القائل: «لَوْ لَمِْ تُذْنِبُوا لَخِفْتُ عَلَيْكُمْ ما هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ: العُجْبُ، العُجْبُ»!! (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).))اهـ.