جارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ،
وميْسُورُ ما يُرْجَى لديْكِ عسِيرُ
و إن كنتِ لا خِلماً ولا أنتِ زوْجة ٌ
فلا برحَتْ دوني عليكِ ستُورُ
وجاوَرْتُ قوْماً لا تزاوُرَ بينهمْ ،
ولا وَصْلَ إلاّ أن يكونَ نُشُورُ
فما أنا بالمشْغُوفِ شَرْبَة َ لازِبٍ ،
ولا كلّ سلطانٍ عليّ قَديرُ
وإنّي لِطَرْفِ العينِ بالعينِ زَاجِرٌ،
فقد كدْتُ لا يخْفى عليّ ضميرُ
كما نظرتْ ، والريحُ ساكنة ٌ لها ،
عُقابٌ بأرساغِ اليديْن نَدُورُ
طوتْ ليلتين القُوتَ عن ذي ضَرُورَة ٍ
أُزَيْغِبَ لم ينْبُتْ عليهِ شَكِيرُ
فأوْفَتْ على عَلْياءَ حينَ بَدَالَها
من الشمْسِ قَرْنٌ، والضّرِيبُ يمورُ
يقلّبُ طَرْفاً في حِجاجَيْ مَغارَة ٍ ،
من الرأس ، لم يدْخُلْ عليه ذَرُورُ
تقولُ التي عن بيتها خفّ مرْكبي :
عزيزٌ علينا أن نَرَاكَ تَسيرُ
أما دونَ مصْرٍ للغنَى مُتَطَلّبٌ؟
بلى إنّ أسْبابض الغِنَى بكثيرُ
فقلتُ لها: واستعجلَتْها بَوَادِرٌ ،
جرتْ ، فجرى في جرْيهِنّ عبيرُ :
ذريني أكَثّرْ حاسديكِ برِحْلَة ٍ،
إلى بلَدٍ فيه الخصيبُ أميرُ
إذا لم تَزُرْ أرْضَ الخصِيبِ ركابُنا،
فأيّ فتى ً ، بعدَ الخصيبِ ، تَزُورُ
فتًى يشْتري حسْنَ الثناءِ بمالِهِ،
ويعْلَمُ أنّ الدّائِرَاتِ تَدُورُ
فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه،
ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ
فلمْ تَرَ عيني سُؤدَداً مثلَ سُؤدَدٍ،
يحِلّ أبو نَصْرٍ به، ويَسِيرُ
سموتَ لأهلِ الجوْرِ في حال أمنِهمْ ،
فأضحو وكلٌّ في الوثاق أسِيرُ
إذا قام غَنّتْهُ على السّاقِ حِلية ٌ،
لها خُطوة ٌ عند القيام قصيرُ
فمنْ يكُ أمْسَى جاهِلاً بمقالتي ،
فإنّ ألأمِيرَ المُؤمنينَ خَبِيرُ
ومازلتَ توليهِ النصيحة َ يافِعاً
إلى أن بدا في العارضَينِ قتيرُ
إذا غالَهُ أمرٌ ، فإمّا كفَيْتَهُ ،
وإمّا عليه بالكِفاءِ تُشِيرُ
إليكَ رمَتْ بالقَوْمِ هُوجٌ كأنّما
جماجمها ، فوق الحِجاجِ ، قبورُ
رحلْنَ بنا من عَقْرقُوفَ، وقد بدا
من الصّبْحِ مفتوقُ الأديمِ شهيرُ
فما نجدَتْ بالماءِ حتى رأيتُهَا
معَ الشّمسِ في عينيْ أباغَ تغُورُ
وغُمّرْنض من ماءِ النُّقَيْبِ بشَرْبَة ٍ،
وقد حانَ من ديك الصّباحِ زميرُ
ووافَينَ إشْرَاقاً كنائسَ تدْمُرٍ ،
وهنّ إلى رَعْنِ المُدخِّنِ صُورُ
يُؤمّمْنَ أهْلَ الغُوطَتَينِ كأنّمَا
لها، عند أهلِ الغوطتينِ، ثُؤورُ
وأصْبحنَ بالجوْلان يرْضَخن صَخرَها،
ولم يَبْقَ من أجْراحِهِنّ شُطورُ
وقاسَيْنَ لَيْلاً دونَ بَيْسانَ لم يكَدْ
سنَا صُبْحِهِ ، للناظرينَ ، يُنِيرُ
وأصْبحنَ قد فوّزْنَ من نهرِ فُطرُسٍ،
وهُنّ عنِ البيْتِ المقدّسِ زُورُ
طوالبَ بالرّكْبانِ غزة َ هاشمٍ،
وفي الفَرَمَا ، من حاجِهِنّ ، شُقُورُ
ولَمّا أتَتْ فُسْطاطَ مصْرٍ أجارَهَا
على رَكبِها، أن لا تزالَ، مجيرُ
من القوْمِ بسّامٌ كأنّ جبينَهُ
سنَا الفجْرِ يسْري ضوؤه ويُنيرُ
زَها بالخصِيبِ السيْفُ والرّمحُ في الوَغَى ،
وفي السّلْمِ يزْهُو مِنْبرٌ وسَرِيرُ
جوادٌ إذا الأيْدي كفَفْنَ عن النّدى ،
ومن دونِ عَوْراتِ النساءِ غَيُورُ
لَهُ سَلَفٌ في الأعجَمين كأنّهمْ
إذا اسْتُؤذِنوا يوْمَ السّلامِ بدُورُ
وإني جديرُ ، إذ بلغْتُكَ بالمُنى ،
وأنْتَ بما أمّلْتُ منكَ جديرُ
فإنْ تُولِني منك الجَمِيلَ ، فأهْلُهُ ،
وإلاّ فإنّي عاذرٌ وشَكُورُ